اكتشاف أول مقبرة من عصر الدولة الوسطى في جبانة بالأقصر، مصر
إعلان رسمي لاكتشاف أثري هام أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية اكتشاف أول مقبرة من عصر الدولة الوسطى في جبانة العساسيف بمحافظة الأقصر، في خطوة قد تغيّر تاريخ هذه الجبانة القديمة. وجاء الإعلان عبر بيان رسمي نُشر على موقع الوزارة، حيث أشارت إلى نجاح البعثة الأثرية المصرية الأمريكية، العاملة بمشروع ترميم جبانة جنوب العساسيف، في الكشف عن مقبرة عائلية تحتوي على دفنات مغلقة لرجال ونساء وأطفال تعود لعصور الدولة الوسطى. كما تضمنت هذه المقبرة مجموعة من المجوهرات واللقى الأثرية الفريدة، التي تعكس ممارسات الدفن وطقوس الحياة اليومية لهذه الحقبة التاريخية.
أهمية الكشف وتأثيره على فهم تاريخ جبانة العساسيف
أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، محمد إسماعيل خالد، أن هذا الكشف سيعزز من مكانة جبانة العساسيف، حيث يُتوقع أن تكون من ضمن الجبانة الكبرى للدولة الوسطى في طيبة القديمة، والتي تُعرف الآن بالأقصر. وسيسهم هذا الاكتشاف في تعميق فهم الممارسات الجنائزية وطقوس الدفن التي كانت سائدة في جبانة طيبة خلال الدولة الوسطى، مما يوفر مزيدًا من التفاصيل حول حياة ومعتقدات سكان هذه المنطقة في تلك الفترة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
محتويات المقبرة ودلالاتها التاريخية
تم العثور داخل المقبرة على 11 دفنة، تحتوي على هياكل عظمية تعود لرجال ونساء وأطفال، ما يشير إلى أن هذه المقبرة كانت تستخدم لعدة أجيال متعاقبة خلال الأسرة الثانية عشرة وأوائل الأسرة الثالثة عشرة. وبالإضافة إلى الهياكل العظمية، عُثر أيضًا على مجوهرات فريدة، خاصة داخل دفنات النساء، مما يبرز مدى الاهتمام بالتزين والتزيين لدى المصريين القدماء. ويُعتقد أن جميع هذه المكتشفات تعود إلى بداية الأسرة الثانية عشرة، وهي من العصور التي شهدت ازدهارًا حضاريًا وثقافيًا كبيرًا في مصر القديمة.
تفاصيل المكتشفات الأثرية الفريدة
بحسب رئيس قطاع الآثار المصرية، أيمن عشماوي، فقد تعرضت معظم هذه الدفنات لأضرار كبيرة نتيجة الفيضانات، ما أدى إلى تلف التوابيت الخشبية وأقمشة الكتان التي كانت تغلف الموتى، إلا أن العديد من المواد الأثرية بقيت محفوظة في حالتها الأصلية بين بقايا الهياكل العظمية. ومن بين أبرز المكتشفات:
قلادة نادرة: تحتوي على 30 خرزة أسطوانية من حجر الأماتيست، تتخللها خرزتان من العقيق وتميمة على شكل رأس فرس النهر، وهي رمز ذو دلالات دينية لدى المصريين القدماء.
مجوهرات متنوعة: تضم القلادات والأساور والسلاسل والخواتم المصنوعة من العقيق الأحمر والخزف الأزرق والأخضر، بالإضافة إلى تمائم زينت برؤوس أفراس النهر والصقور والثعابين.
قطع أثرية مميزة من النحاس وحجر الفاينس
أشارت رئيسة البعثة الأثرية الأمريكية، كاثرين بلاكني، إلى العثور على مرايا نحاسية داخل اثنين من الدفنات، إحداها ذات مقبض مزين بزخارف على شكل زهرة اللوتس، وأخرى بتصميم نادر لوجه الإلهة حتحور بأربعة وجوه، مما يعكس دلالات رمزية ودينية ترتبط بآلهة الخصوبة والحماية لدى المصريين القدماء. كما تم اكتشاف تمثال صغير يرمز للخصوبة مصنوع من حجر الفاينس الأزرق والأخضر، وعدد من سبائك النحاس.
استمرار الحفريات لاكتشاف المزيد
ما زالت عملية الحفائر مستمرة في محاولة للكشف عن المزيد من الأسرار المتعلقة بهذه المقبرة، حيث تتركز الجهود الآن على دراسة بقايا الهياكل العظمية والمقتنيات الأثرية لتحليل الظروف البيئية والاجتماعية التي سادت في عصر الدولة الوسطى.
الدولة الوسطى: العصر الذهبي للثقافة والأدب المصري القديم
تمتد فترة الدولة الوسطى من 2055 إلى 1650 قبل الميلاد، وقد شهدت هذه الفترة تطورًا ملحوظًا في مجالات اللغة والأدب والفنون، حيث أسهمت في تعزيز الهوية الثقافية والحضارية لمصر القديمة. يُعتبر هذا العصر من أهم الفترات التاريخية التي شهدت تطورات هامة أثرت في مختلف جوانب الحياة، ومن ضمنها طقوس الدفن والممارسات الجنائزية.