اكتشاف أقدم جزء من سور الصين العظيم: إعادة تأريخ البناء
في اكتشاف أثري مذهل، تم العثور على أقدم جزء من سور الصين العظيم، مما دفع الباحثين إلى إعادة تأريخ بداية بناء السور إلى فترة أقدم بـ 300 عام؛ مما كان يُعتقد سابقًا. جاء هذا الاكتشاف بعد أعمال تنقيب مكثفة بين مايو وأغسطس 2024 في منطقة تشانغتشينغ بمقاطعة شاندونغ.
إعادة تأريخ بناء سور الصين العظيم
كان يُعتقد سابقًا أن بناء سور الصين العظيم بدأ بين عامي 770 ق.م و476 ق.م، ولكن الاكتشاف الجديد يشير إلى أن بعض أجزائه قد شُيّدت بين 1046 ق.م و771 ق.م، أي خلال فترة حكم أسرة زو الغربية. تم التوصل إلى هذا التأريخ باستخدام تقنيات التأريخ بالكربون المشع (كربون-14) وتقنية التحفيز الضوئي.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مراحل بناء السور: ثلاث حقب متميزة
1. فترة الربيع والخريف
خلال هذه الفترة، كان عرض السور حوالي 32 قدمًا، وقد تم استخدام أساليب بناء شبيهة بتلك التي كانت مستخدمة خلال عهد أسرة زو.
2. فترة الممالك المتحاربة
بين عامي 475 ق.م و221 ق.م، شهدت تقنيات البناء تطورًا ملحوظًا، حيث تم بناء أجزاء من السور بعرض يصل إلى 100 قدم.
3. عهد الملك شوان من مملكة تشي
خلال الفترة بين 350 ق.م و301 ق.م، تم استخدام "التربة الصفراء المضغوطة بأدوات معدنية" مما جعل الجدران أكثر صلابة وقدرة على الصمود، وتعتبر هذه الأجزاء من السور من بين الأفضل حفظًا حتى اليوم.
اكتشاف مستوطنات قديمة أسفل السور
لم يقتصر الاكتشاف على تحديد عمر السور فقط، بل كشف أيضًا عن مساكن شبه أرضية تقع تحته. وفقًا لعالم الآثار تشانغ سو، فإن هذه المساكن تعود إلى مستوطنة قديمة يُعتقد أنها بُنيت لحماية نهر قريب.
كما تم اكتشاف مدينة بينغيين القديمة، والتي كانت معروفة فقط من خلال النصوص التاريخية. تُظهر بقايا هذه المدينة مدى التخطيط العسكري المتقدم لدولة تشي، حيث لعبت دورًا استراتيجيًا في تأمين الطرق التجارية والدفاع عن المنطقة.
أهمية الاكتشاف وأثره على الأبحاث الأثرية
صرّح ليو تشنغ، عضو الجمعية الصينية للآثار الثقافية، بأن هذا الاكتشاف يمثل "اختراقًا مهمًا" في أبحاث سور الصين العظيم، حيث يعيد تحديد بدايات بنائه، ويمنح العلماء فهمًا أعمق لتطور تقنيات البناء العسكرية في الصين القديمة.
خاتمة
بفضل الجهود الأثرية المستمرة، أصبح لدينا الآن صورة أوضح عن كيفية تطور سور الصين العظيم على مر العصور. المرحلة التالية من البحث ستركز على الحفاظ على هذه الاكتشافات، سواء السور نفسه أو المستوطنات التاريخية المكتشفة، لضمان استمرار الدراسات المستقبلية وفهم أعمق لأحد أعظم معالم التاريخ البشري.