اعتبرها الفراعنة رمزاً للحياة: قصة شجرة الكريسماس من أعماق الزمان
البعض يعتقد أن تاريخ شجرة الكريسماس يعود للديانة المسيحية وميلاد المسيح، إلا أن الروايات المختلفة تؤكد أن هذا التقليد يضرب بجذوره في الزمن لأبعد من ذلك بكثير
مع حلول شهر ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، يبدأ الاستعداد لعيد الميلاد، الذي يحتفل به العالم يوم 25 من الشهر والذي يرتبط في الأذهان بشكل كبير بشجرة الكريسماس. إنها شجرة الصنوبر، المزينة بالعديد من الرموز مثل: التفاح والشموع وعلى قمتها ملاك يرمز لجبريل أو نجمة ترمز إلى نجمة بيت لحم مهد المسيح.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
البعض يعتقد أن تاريخ شجرة الكريسماس يعود للديانة المسيحية ويرجع تاريخها لميلاد المسيح، إلا أن الروايات المختلفة تؤكد أن هذا التقليد يضرب بجذوره في الزمن لأبعد من ذلك بكثير.
وبحسب موقع BBC الأمريكي، فإن هناك علاقة وطيدة بين أشجار الكريسماس، والإله رع عند قدماء المصريين، فقبل المسيحية بوقت طويل كانت الأشجار دائمة الخضرة مثل شجرة الصنوبر أو شجرة السرو لها رمزية خاصة عند الناس في فصل الشتاء، حتى أن البعض كان يعتقد أن الخضرة الدائمة تطرد الأشباح والسحر الأسود والأرواح الشريرة والمرض.
وفي مصر القديمة، عبد المصريون الإله رع، إله الشمس الذي كانت له رأس الصقر وعلى رأسه تاج يرمز لقرص الشمس. وكان المصريون يرون في الانقلاب الشمسي الذي يحدث في نهاية شهر ديسمبر من كل عام مع بداية فصل الشتاء، بدايةً لتعافي إله الشمس من مرضه، فكانوا ينصبون النخيل الأخضر في بيوتهم رمزاً لانتصار الحياة على الموت.
أما الرومان فكانوا يحتفون بالانقلاب الشمسي باحتفال أطلقوا عليه اسم ساتورناليا، تكريماً لساتورن إله الزراعة عندهم، فقد علموا أن الانقلاب الشمسي في بداية فصل الشتاء يعني قرب ازدهار الزراعة. واحتفالاً بالمناسبة كانوا يزينون بيوتهم ومعابدهم بأشجار دائمة الخضرة.
وفي شمال أوروبا، كان كهنة الكلت يزينون معابدهم بأشجار دائمة الخضرة كرمز لاستمرار الحياة، بينما كان الفايكينج يعتقدون أن الخضرة الدائمة هي نبتة إله الشمس بالدر.
وإجمالاً لكل ذلك، فقد اعتقد البشر منذ قديم الأزل، أن الأشجار دائمة الخضرة دائماً ترمز للحياة والازدهار.
وبعد ظهور المسيحية، تقول الروايات إن تقيلد الاهتمام بالأشجار دائمة الخضرة وتزيينها بدأ في ألمانيا، الغنية بالغابات الصنوبرية دائمة الخضرة، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله ثور، أن تُزين الأشجار وتقدم على إحداها طفلاً كقربان للآلهة.
وفي القرن الثامن الميلادي، علم بعض القديسين المسيحيين بهذه العادة، فذهب إليهم القديس بونيفاسيوس وشاهدهم يقيمون حفلهم تحت إحدى أشجار البلوط وقد ربطوا طفلاً وهموا بذبحه ضحية لإلههم، فهاجمهم وخلص الطفل من أيديهم ووقف فيهم خطيبًا مبينًا لهم أن الإله الحي هو إله السلام والرفق والمحبة الذي جاء ليخلص لا ليهلك وقطع الشجرة.
ولاحظ بونيفاسيوس بعد قطعه الشجرة، نمو شجرة أخرى تشبه شجرة الكريسماس الحالية فقارن نمو الشجرة بميلاد السيد المسيح الذي جاء للأرض ليخلصها من عبادة الأوثان وظهرت هذه الشجرة بعد القضاء على الفكرة الوثنية التي كانت منتشرة في ذلك الوقت.
غير أن انتشار شجرة الكريسماس ظلّ في ألمانيا ولم يصبح عادة اجتماعية مسيحية ومعتمدة في الكنيسة، إلا مع القرن الخامس عشر، حيث انتقلت إلى فرنسا وفيها تم إدخال الزينة إليها بشرائط حمراء وتفاح أحمر وشموع. واعتبرت الشجرة رمزًا لشجرة الحياة المذكورة في سفر التكوين من ناحية ورمزًا للنور - ولذلك تمت إضاءتها بالشموع - وبالتالي رمزًا للمسيح وأحد ألقابه في العهد الجديد نور العالم.
ثم انتقل التقليد إلى بريطانيا في عهد الملك جورج الثالث في الوقت الذي ولد فيه الأمير ألبرت زوج الملكة فيكتوريا، فقد كانت زوجة الملك جورج ألمانية تدعى شارلوت وكانت معتادة على تزيين شجرة لأسرتها فى أواخر القرن الثامن عشر، لكن يقال إن الملكة فيكتوريا والأمير ألبرت هما أول من جعل شجرة الكريسماس تحظى بهذه الشعبية لذلك يعتقد الكثيرون أن التقليد ولد فى عهدها.
وكان أول ظهور لشجرة الكريسماس فى أمريكا على استحياء فى بنسلفانيا عام 1747 على أيدى مستوطنين ألمان، إلا أنها لم تنتشر سوى في القرن العشرين، فقد كان الأمريكيون يعتبرونها رمزاً للوثنية. بعد ذلك بدأت أشجار الكريسماس تنتشر فى ميادين البلاد كافة لتصبح عادة أجتماعية مرتبطة بهذه الفترة من السنة.
وفي السابق، كانت الأشجار التي توضع في المنازل وتُزين لمناسبة العيد أشجارًا طبيعية، أما الآن فحلت محلها الأشجار الصناعية بأطوال وأحجام وأنواع مختلفة ولا يزال عدد من المحتفلين يستعمل الأشجار الطبيعية.
This browser does not support the video element.