استكشف برلين.. أهم وجهات سياحية تجمع بين التاريخ والحداثة

  • تاريخ النشر: منذ يوم
مقالات ذات صلة
هولندا.. وجهة سياحية تجمع بين التاريخ والفن والطبيعة الساحرة -صور
وجهات السياحة التاريخية في إسبانيا
كوانزو بعيون جديدة.. أماكن سياحية تجمع بين التقاليد والحداثة

برلين، عاصمة ألمانيا وأكبر مدنها، تعتبر واحدة من أكثر المدن إثارة للاهتمام في أوروبا، حيث تمزج بين التاريخ العريق والحداثة المدهشة. هذه المدينة هي لوحة حية من التحولات الكبرى التي مرت بها على مر العصور، بدءًا من كونها مركزًا للسلطة الإمبراطورية وصولاً إلى كونها مدينة حديثة مليئة بالحيوية والإبداع. مع معالمها المعمارية التي تحمل بصمات كل فترة من فترات تاريخها، من العصور الوسطى إلى الحقبة النازية وفترة الحرب الباردة، وصولاً إلى عصور ما بعد توحيد ألمانيا، تقدم برلين تجربة فريدة لكل زائر.

في هذا المقال، سنأخذك في جولة عبر أهم الوجهات السياحية في برلين التي تجمع بين التاريخ العريق والابتكار الحديث، حيث يمكن لكل زائر أن يختبر تجربة فريدة تعكس الهوية المتنوعة لهذه المدينة الرائعة. سواء كنت من عشاق التاريخ، أو محبي الفن والثقافة.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

عمود النصر برلين

عمود النصر (Siegessäule) في برلين هو أحد المعالم الشهيرة التي تجمع بين الجمال المعماري والتاريخ الغني. يقع العمود في حديقة "Tiergarten" الشهيرة، وهو نصب تذكاري تم إنشاؤه للاحتفال بالانتصارات العسكرية الألمانية في القرن التاسع عشر، وخاصة انتصاراتها في الحروب التي خاضتها ضد الدنمارك والنمسا وفرنسا.

تم تصميم العمود في عام 1864 على يد المهندس المعماري August Stüler، وتم الانتهاء من بنائه في عام 1873. في البداية كان العمود يحتفل بنصر بروسيا في الحرب الدنماركية، ولكن تم توسيعه لاحقًا ليشمل الحروب الأخرى التي خاضتها بروسيا.

يتميز العمود بارتفاعه الذي يصل إلى 67 مترًا، ويُعتبر أحد أطول المعالم في المدينة. يتوج العمود بتاج ذهبي على شكل "أميرة النصر"، وهي تمثال من البرونز يصور شخصية نسائية تحمل غصن زيتون في يدها، ما يرمز إلى السلام. هذا التاج البرونزي يلمع تحت أشعة الشمس، مما يجعل المعلم مميزًا وجذابًا للزوار.

إلى جانب قيمته التاريخية، يوفر عمود النصر أيضًا منظرًا بانوراميًا رائعًا لمدينة برلين، حيث يمكن للزوار الصعود إلى قمة العمود عبر درج داخلي يحتوي على 285 درجة، ليمتعوا أعينهم بمشاهد المدينة من الأعلى.

يعد "عمود النصر" واحدًا من أهم المعالم السياحية في برلين، حيث يشكل نقطة تلاقي بين الماضي العسكري والحاضر السياحي، وهو رمزٌ للمدينة القوية التي استطاعت تجاوز تحدياتها المختلفة على مر العصور.

ميدان ألكسندر برلين

ميدان ألكسندر (Alexanderplatz) في برلين هو واحد من أبرز وأشهر الساحات في المدينة، ويُعتبر نقطة محورية تجمع بين الثقافة والتجارة والمواصلات. يقع في قلب برلين الشرقية القديمة، وقد تطور عبر العصور ليصبح مركزًا حيويًا يعكس تاريخ المدينة وتغيراتها الاجتماعية والاقتصادية.

يعود تاريخ ميدان ألكسندر إلى القرن الـ13، حيث كان في البداية سوقًا ومكانًا للتجمعات العامة. في منتصف القرن الـ20، أصبح الميدان جزءًا من العاصمة الشرقية في ظل النظام الشيوعي، وتم تحديثه بشكل كبير بعد الحرب العالمية الثانية. مع مرور الوقت، شهد الميدان العديد من التغيرات، ليصبح أحد أبرز المعالم في برلين.

من أبرز معالم ميدان ألكسندر هو برج التلفزيون (Fernsehturm)، الذي يُعد أطول مبنى في ألمانيا بارتفاع يصل إلى 368 مترًا. يتمتع البرج بإطلالة رائعة على المدينة، ويمكن للزوار الصعود إلى قمته للاستمتاع بمناظر بانورامية لا مثيل لها. يعود بناء البرج إلى فترة الحكم الشيوعي في ألمانيا الشرقية، وكان يُعتبر رمزًا للتفوق التقني والاقتصادي للسلطات الشيوعية آنذاك.

بالإضافة إلى برج التلفزيون، يضم ميدان ألكسندر العديد من المعالم الأخرى مثل قبة الساعة العملاقة، التي تعتبر واحدة من أكبر ساعات البرج في العالم، ونوافير ألكسندر، التي تضيف لمسة من الجمال إلى الميدان.

اليوم، يعد ميدان ألكسندر مكانًا حيويًا يعج بالحياة، حيث تتنوع الأنشطة التي يمكن للزوار الاستمتاع بها، من التسوق في المتاجر والمراكز التجارية المحيطة، إلى زيارة المقاهي والمطاعم التي تقدم المأكولات العالمية والمحلية. كما يعد الميدان نقطة انطلاق مثالية للعديد من وسائل النقل العام في المدينة، مثل القطارات والحافلات والترام.

متحف بيرجامون برلين

متحف بيرغامون (Pergamon Museum) في برلين هو واحد من أهم وأشهر المتاحف في العالم، ويعد جزءًا من مجموعة المتاحف في جزيرة المتاحف (Museumsinsel) التي تقع على نهر سبري في قلب برلين. يعتبر المتحف من أبرز المعالم الثقافية التي تُمثل التاريخ القديم والآثار المتنوعة من حضارات مختلفة حول العالم، وهو واحد من أكبر المتاحف التاريخية في أوروبا.

تم افتتاح متحف بيرغامون في عام 1930، ويعني اسمه "متحف بيرغامون" نسبة إلى مدينة بيرغامون القديمة (التي كانت تقع في الأناضول الحديثة في تركيا)، حيث كانت هذه المدينة مركزًا حضاريًا هامًا في العصور القديمة. يشتهر المتحف بمجموعاته الواسعة من الآثار القديمة التي تغطي العديد من الحضارات مثل حضارة بلاد ما بين النهرين، والحضارة اليونانية، والحضارة الرومانية، وكذلك الحضارة الإسلامية.

من أبرز المعروضات في المتحف:

مذبح بيرغامون (Pergamon Altar): يعد هذا المذبح أحد أروع وأشهر القطع الأثرية في العالم، ويعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد. يضم المذبح تماثيل ضخمة تمثل معركة الآلهة مع الجبابرة، وتُعتبر مثالاً رائعًا للفن الهلنستي.

بوابة إيشتر (Ishtar Gate): تم اكتشاف بوابة إيشتر في مدينة بابل القديمة (التي كانت تقع في العراق)، وهي واحدة من أروع بوابات العالم القديمة. البوابة مزخرفة بالأزرق الفيروزي الجميل، وتزينها تماثيل لخراف الأسد، وهي من أبرز المعروضات في المتحف.

الواجهة الشهيرة للمسجد: جزء من مجموعات المتحف يتضمن الفن الإسلامي، مثل واجهات المساجد والمرافق المعمارية التي تمثل فترة الخلافة العباسية والفاطمية.

مول برلين

مول برلين (Berlin Mall)، أو كما يُعرف بـ "كا دي في" (KaDeWe)، هو واحد من أكبر وأشهر مراكز التسوق في برلين وأوروبا. يعتبر هذا المول معلمًا تاريخيًا وثقافيًا بحد ذاته، وهو وجهة مميزة للمشتريات الراقية، فضلاً عن كونه مركزًا للترفيه والمأكولات.

ما يميز مول كا دي في:

الموقع: يقع مول كا دي في في شارع تاوجين (Tauentzienstraße)، وهو واحد من أكثر المناطق حيوية في برلين. يتيح موقعه المركزي للزوار سهولة الوصول إلى المعالم السياحية الرئيسية في المدينة مثل بوابة براندنبورغ وساحة ألكسندر.

المساحات الواسعة: يمتد المول عبر عدة طوابق، ويشمل مجموعة ضخمة من المحلات التجارية التي تبيع منتجات متنوعة، من الملابس الفاخرة والمجوهرات إلى الإلكترونيات والمنتجات المحلية.

المنتجات الراقية: يُعرف كا دي في بعروضه الراقية، حيث يقدم المول أشهر الماركات العالمية في عالم الأزياء مثل لويس فيتون وغوتشي وشانيل، بالإضافة إلى أدوات المنزل الراقية والمفروشات.

المأكولات والمطاعم: يقدم كا دي في تجربة مميزة في قسم المأكولات، حيث يضم سوقًا ضخمًا للطعام على السطح. يُعتبر هذا المكان مثاليًا لعشاق الطعام، حيث يقدم مجموعة متنوعة من الأطعمة العالمية والمحلية، بما في ذلك المأكولات الفاخرة مثل السوشي، والكافيار، واللحوم.

المعرض الثقافي والفعاليات: في بعض الأحيان، يستضيف المول معارض فنية وموسيقية وفعاليات ثقافية التي تجذب الزوار من داخل وخارج ألمانيا. كما يعد المول مكانًا مهمًا للسياح.