أهلاً بعام 2971: الأمازيغ يحتفلون برأس السنة وهذه عاداتهم
يحتفل أمازيغيو العالم هذه الأيام، برأس السنة الجديدة أو ما يسمى بعيد يناير لعام 2971، والذي يتزامن حلوله مع يومي 12 أو 13 من بداية السنة الميلادية.
وترتبط السنة الأمازيغية بالتقويم الفلاحي وفصول العام، وتُعرف بالسنة الفلاحية، وتحمل الاحتفالات معانٍ متوارثة للتأكيد على التمسك بالأرض والاعتزاز بخيراتها، وفيها أيضاً معاني التعايش مع بقية الثقافات والأعراق.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
من هم الأمازيغ؟
هم أقوام يعود أصولهم إلى "مازيغ بن كنعان" بن النبي نوح عليه السلام، ولفظ كلمة أمازيغ يعني: الرجال الأحرار، وهم يعيشون في المنطقة الممتدة من واحة سيوة في مصر إلى جزر الكناري، ومن ساحل البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى أعماق الصحراء الكبرى في النيجر ومالي جنوباً.
وتتواجد النسبة الأكبر من الأمازيغ في المغرب والجزائر وليبيا، بينما يتواجدون بنسب أقل في: تونس، مصر، موريتانيا، مالي والنيجر، وأغلبهم من المسلمين السنة.
تاريخ الأمازيغ
يعود تاريخ الأمازيغ إلى أكثر من 3000 عام، ولهم تقويم زمني خاص بهم، فوفقاً لهذا التقويم فإننا في عام 2971.
ووفقاً للخبراء، هناك ثلاثة سياقات توضح سبب اختيار شهر يناير كتاريخ بداية رأس السنة الأمازيغية، وأقربها للحقيقة تلك الرواية التي تروي انتصار الملك الأمازيغي "شيشنق" أو "شاشناق" على جيش الفراعنة المصريين بقيادة رمسيس الثالث في معركة وقعت على ضفاف النيل سنة 950 قبل الميلاد، وهي المعركة التي حكم بعدها الملك الأمازيغي الأسرة الثانية والعشرين للفراعنة.
وهناك رواية ثانية تروي أسطورة لعجوز استيقظت متحدية الطبيعة، وأصبح ذلك يوماً للاحتفال، أما الرواية الثالثة فتقول إن احتفال رأس السنة الأمازيغية يكون مع بداية الموسم الفلاحي.
علم الأمازيغ
واعتمد الكونجرس العالمي الأمازيغي علم الأمازيغ بألوانه الثلاثة في عام 1998، في اجتماعه في جزر الكناري، وهو علم مكون من الألوان: الأزرق، الأخضر، الأصفر، ويتوسطهم حرف الـ ز باللون الأحمر.
ويرمز اللون الأزرق في العلم للبحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، بينما اللون الأخضر فيمثل طبيعة وجغرافية شمال أفريقيا ويرمز اللون الأصفر إلى الصحراء الكبرى، أما حرف الـ ز فيرمز إلى الهوية الأمازيغية المتمتثلة في المقاومة.
لغة الأمازيغ
وبالنسبة للغة الأمازيغ، فتنتمي إلى عائلة اللغات الأفرو آسيوية وتُكتب بحرف "تيفيناغ" وهو حرف ليبي قديم.
احتفالات رأس السنة الأمازيغية
وتشهد الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية فعاليات ثقافية مختلفة يرتبط أغلبها بالفلاحة والمواسم الفلاحية.
كما تتضمّن الاحتفالات أيضا محاضرات وأنشطة أكاديمية مختلفة تهدف إلى التعريف بالحضارة الأمازيغية وتاريخها ومناقشة القضايا المتعلّقة بالأمازيغ ومشاغلهم وثقافتهم ومكانتها في مجتمعاتهم.
وعلى الرغم من عدد الأمازيغ الكبير، إلا أنه لا يوجد اعتراف رسمي بهم، كما أنهم يواجهون معارضة لاعتبار يوم رأس السنة الأمازيغي إجازة رسمية في العديد من الدول، تحت مبرر أن هذا من شأنه تعزيز فكرة تقسيم شعوب الدولة الواحدة إلى فرق وقوميات، باستثناء الجزائر التي اعتبرت عيد يناير إجازة رسمية.
ومن أشهر عادات الاحتفال برأس العام الأمازيغي ذبح الأضاحي وتوزيع الطعام على ضعفاء الحال، وتُسمى هذه العادة في بعض المناطق الجزائرية "لوزيعة".
ويُعِد بعض الجزائريين أيضاً طبقا كبيراً من الحلويات والمكسرات والفواكه المجففة ثم يسكب الطبق على رأس أطفال العائلة لتكون حياتهم القادمة حياة خير وسعادة حسب معتقدهم، ثم يوزّع الباقي بين الأطفال والكبار.
كما يصنع الجزائريون في ينّاير الغرايف وهي فطائر محلاة تسمى البغرير في بعض المناطق. ويزرع بعض المحتفلين بيناير شجر الزيتون في أول يوم من السنة الجديدة.
وفي المغرب تعد النساء أطباق: الكسكسي أو العصيدة، التي تُحضر بمزج الدقيق أو الشعير أو الذرة مع الماء، وتوضع على النار لتنضج، قبل تزيينها باللوز والتمر أو البيض المسلوق، ويسكب وسطها زيت الزيون او العسل.
ويتم وضع "نوى التمر" داخل العصيدة قبل تقديمها لأفراد العائلة، حيث يُعتقد أن من يعثر على النوى أثناء أكل العصيدة الساخنة سيكون الأوفر حظاً خلال السنة الجديدة.
كورونا ومنع الاحتفال الجماعي هذا العام
لم يُمكّن فيروس كورونا المستجد الأمازيغ في العديد من البلدان، من الاحتفال الجماعي برأس السنة، كما حدث في المغرب.
يقول عادل أداسكو، منسق هيئة شباب "تمسنا" الأمازيغية، إن الوضع الصحي الذي يشهده المغرب واستمرار فرض حالة الطوارئ الصحية في البلاد جراء تفشي كوفيد 19، يفرض الاحتفال الرمزي تجنباً للتجمع وتفادياً لتفشي العدوى.
وأوضح، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، في السنوات الماضية، دأب أعضاء الهيئة على تنظيم احتفالات رأس السنة الأمازيغية أمام البرلمان المغربي في العاصمة الرباط، حيث يحتشد الأمازيغ بلباسهم التقليدي ويحرصون على تقديم الأطباق الخاصة بهذه المناسبة.