أكثر الأوقات المتوقع تأخر الرحلات الجوية بها
تعد تأخيرات الرحلات الجوية من أكثر الأمور إحباطًا للمسافرين، إذ تؤدي إلى تعطيل الخطط والمواعيد وقد تزيد من حدة التوتر المرتبط بالسفر. وفي حين أن تأخير الرحلات قد يحدث في أي وقت، هناك أوقات معينة تزيد فيها احتمالية حدوث التأخير بشكل ملحوظ نتيجة مجموعة من العوامل. تشمل هذه العوامل الظروف الجوية، الازدحام الموسمي، والضغط على المطارات. إذًا، ما هي أكثر الأوقات التي من المتوقع أن تواجه فيها تأخيرات في رحلات الطيران، وما أسبابها؟
التأخيرات في موسم العطلات والمواسم السياحية
خلال موسم العطلات، مثل عطلات نهاية العام، والأعياد الرسمية، وموسم الإجازات الصيفية، تشهد المطارات حول العالم ضغطًا كبيرًا بسبب تزايد عدد المسافرين. في هذه الفترات، يزداد الطلب على الرحلات الجوية، وتعمل الخطوط الجوية بكامل طاقتها لمواكبة هذا الطلب، مما يؤدي إلى تأخيرات تتعلق بأمور لوجستية مثل تجهيز الطائرات، والتعامل مع حقائب المسافرين، وتنظيم حركة الطائرات. كما يساهم هذا الضغط في زيادة أوقات الانتظار في صالات المطار، ويؤدي إلى ازدحام على المدرجات، حيث تحتاج الطائرات إلى وقت إضافي للإقلاع أو الهبوط.
فضلًا عن ذلك، تواجه المطارات تحديات إضافية تتعلق بالتنسيق مع أطقم الطيران، حيث قد تتأخر بعض الأطقم في الوصول بسبب ارتفاع الطلب على الرحلات أو الحاجة لإعادة جدولة الطاقم في بعض الأحيان. إضافةً إلى ذلك، فإن أي تأخير صغير في مطار رئيسي خلال موسم العطلات قد يتسبب في تأخير متسلسل لرحلات أخرى، مما يخلق تأثيرًا مضاعفًا يجعل من الصعب الالتزام بالمواعيد المحددة، مما يعني أن الركاب في هذه المواسم قد يضطرون للتحلي بالصبر وتوقع احتمالية التأخير.
التأخيرات خلال أوقات الطقس السيئ
تشكل الأحوال الجوية السيئة عاملًا رئيسيًا في تأخير الرحلات، وتعتبر من أكثر العوامل التي تؤدي إلى تأخيرات كبيرة وغير متوقعة. عادة ما يكون الطقس السيئ أمرًا شائعًا خلال فصل الشتاء في بعض المناطق، حيث تتعرض المطارات لهطول أمطار غزيرة، وعواصف رعدية، وثلوج تؤدي إلى إغلاق المدرجات وتقييد حركة الطائرات. في بعض الحالات، تتطلب الظروف الجوية مثل الضباب الكثيف أو العواصف الثلجية تعليق حركة الطيران تمامًا لضمان سلامة المسافرين والطاقم.
في المناطق التي تتعرض للثلوج بشكل كبير، يتعين على فرق المطار تنظيف المدرجات باستمرار، مما يضيف تأخيرًا إضافيًا لعملية الإقلاع. كما أن الظروف الجوية قد تؤثر على طاقم الطائرة أيضًا؛ فعندما تتأخر الطائرة في الوصول إلى المطار بسبب سوء الأحوال الجوية، قد يتأخر الطاقم بالتبعية، مما يسبب تأخيرات أخرى في الرحلات اللاحقة. وقد تتأثر الرحلات حتى عندما يكون الطقس في وجهة الوصول جيدًا، إذ إن حركة الطيران تتطلب تنسيقًا تامًا بين المطارات على طول مسار الرحلة.
كما أن التغيرات الموسمية تؤثر في أحوال الطقس في بعض المناطق، فمثلًا خلال موسم الرياح الموسمية في جنوب آسيا، تزداد احتمالية تأخر الرحلات الجوية بشكل كبير بسبب الأمطار الغزيرة والرياح القوية التي تتطلب اتخاذ تدابير إضافية للأمان. لذلك، يُنصح المسافرون خلال هذه الفترات بالاستعداد لإمكانية تأخير الرحلات والتحقق من التوقعات الجوية قبل موعد السفر.
إلى جانب المواسم، هناك أوقات معينة خلال اليوم نفسه تشهد فيها المطارات ازدحامًا أكبر وتأخيرًا متوقعًا. تكون ساعات الذروة الجوية عادة في فترتي الصباح والمساء؛ حيث تزدحم المطارات في الصباح الباكر عند بداية العمل وفي المساء عندما تعود الطائرات إلى المطارات بعد جولات يومية. يكون الازدحام كبيرًا خصوصًا في المطارات الرئيسية، حيث تكون المدرجات ممتلئة بعدد كبير من الطائرات التي تنتظر دورها للإقلاع، كما يكون هناك تزايد في أعداد المسافرين الذين يبدأون رحلاتهم في هذا الوقت.
تشير الإحصاءات إلى أن تأخير الرحلات يزداد في هذه الفترات، إذ يتعين على الطائرات الانتظار قبل الإقلاع نتيجة للازدحام على المدرجات. كما أن الطائرات القادمة تحتاج إلى مزيد من الوقت للهبوط، مما يتسبب في تأخيرات متتابعة تؤثر على رحلات المسافرين. يُضاف إلى ذلك أن العمليات اللوجستية في المطارات تكون مضغوطة بشكل أكبر، مما يؤدي إلى تأخير إضافي في تسليم الأمتعة وصعود الركاب على متن الطائرة. ويُنصح المسافرون الذين يرغبون في تجنب هذه التأخيرات، بتجنب حجز الرحلات في أوقات الذروة قدر الإمكان، والبحث عن رحلات في منتصف اليوم أو في الفترات الأقل ازدحامًا إذا كان ذلك متاحًا.
تؤدي العوامل المختلفة، مثل المواسم السياحية، والظروف الجوية، وأوقات الذروة اليومية، إلى زيادة احتمالية تأخر الرحلات الجوية. تُعد هذه الأوقات عوامل متوقعة ينبغي للمسافرين وضعها في الحسبان عند التخطيط للسفر. فمن خلال التحلي بالصبر وتوقع التأخير، وكذلك اتباع استراتيجيات مثل تجنب أوقات الذروة والاطلاع على توقعات الطقس، يمكن للمسافرين تحسين تجربتهم في السفر وتقليل الأثر الناتج عن التأخيرات المحتملة.