أكثر أماكن العالم عزلة

  • تاريخ النشر: الخميس، 06 فبراير 2025
مقالات ذات صلة
تعرف على الوجهة السياحية الأكثر عزلة بالعالم
أكثر الأماكن غرابة في العالم
أكثر الأماكن غرابة في العالم

يبحث بعض المسافرين عن وجهات نابضة بالحياة تعج بالسكان، بينما يفضل آخرون الابتعاد عن ضوضاء المدن لاستكشاف أماكن منعزلة لا يصل إليها إلا القليلون. رغم التقدم التكنولوجي ووسائل النقل الحديثة، لا تزال هناك مناطق على كوكب الأرض يصعب الوصول إليها، سواء بسبب تضاريسها القاسية، أو بعدها الشديد عن أقرب مناطق مأهولة بالسكان. 

في هذا المقال، نأخذك في رحلة عبر بعض أكثر الأماكن عزلة في العالم، حيث لا تزال الطبيعة تحتفظ بسطوتها، وتظل الحياة البشرية نادرة أو معدومة.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

جزيرة بوفيه – قطعة من الجليد في المحيط الأطلسي الجنوبي

تقع جزيرة بوفيه في قلب المحيط الأطلسي الجنوبي، على بُعد أكثر من 1,700 كيلومتر من أقرب نقطة مأهولة بالسكان، مما يجعلها واحدة من أكثر الأماكن عزلة على وجه الأرض. هذه الجزيرة الجليدية الصغيرة التي تبلغ مساحتها 49 كيلومترًا مربعًا فقط، تابعة للنرويج ولكنها غير مأهولة تمامًا بالبشر، حيث لا توجد مستوطنات أو بنى تحتية على الإطلاق. الوصول إلى الجزيرة مغامرة بحد ذاتها، حيث إن الظروف الجوية القاسية والتيارات البحرية القوية تجعل الهبوط على شواطئها الصخرية تحديًا حقيقيًا. حتى الرحلات العلمية التي تنظمها النرويج بشكل نادر تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إليها. ما يميز جزيرة بوفيه أنها موطن لمستعمرات ضخمة من طيور البطريق والفقمات، وتعتبر محطة بحثية نادرة لدراسة الحياة البحرية والطقس في المناطق القطبية النائية.

إيتوكورتورميت – قرية في قلب القطب الشمالي

إيتوكورتورميت هي واحدة من أكثر المستوطنات عزلة في العالم، وتقع في غرينلاند على الساحل الشرقي للجزيرة العملاقة. هذه القرية الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 400 نسمة، تعتبر من أبرد الأماكن المأهولة، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون -30 درجة مئوية خلال الشتاء. الوصول إلى القرية صعب للغاية، حيث لا توجد طرق تربطها بأي مستوطنة أخرى، والطريقة الوحيدة للوصول إليها هي عبر الطائرات المروحية أو الزلاجات التي تجرها الكلاب خلال أشهر الشتاء، أما في الصيف، فيمكن الوصول إليها عبر القوارب لكن فقط عندما لا تكون مياه البحر متجمدة بالكامل. يعتمد السكان المحليون، ومعظمهم من الإنويت، على الصيد التقليدي للبقاء على قيد الحياة، ويعيشون حياة قاسية ولكنها متناغمة مع الطبيعة. ورغم عزلتها، تجذب إيتوكورتورميت عددًا قليلًا من المغامرين الذين يبحثون عن تجربة العيش في أقسى البيئات الطبيعية.

ترستان دا كونا – الأرخبيل الأكثر عزلة في العالم

يعرف أرخبيل ترستان دا كونا بأنه المستوطنة الأكثر عزلة في العالم، حيث يبعد أكثر من 2,400 كيلومتر عن أقرب يابسة مأهولة بالسكان في جنوب إفريقيا. هذا الأرخبيل البركاني في المحيط الأطلسي الجنوبي يضم جزيرة رئيسية واحدة مأهولة، حيث يعيش حوالي 250 شخصًا فقط، وجميعهم تقريبًا من نسل المستوطنين البريطانيين الأوائل. لا توجد في الجزيرة أي مطارات، والطريقة الوحيدة للوصول إليها هي عبر السفن التي تنطلق من جنوب إفريقيا وتستغرق خمسة إلى سبعة أيام للوصول. 

الحياة في ترستان دا كونا بسيطة وتعتمد بشكل أساسي على الصيد والزراعة المحلية، فيما يوفر الاتصال النادر بالعالم الخارجي بعض الضروريات لسكانها.

رغم هذه العزلة الشديدة، يتمسك السكان بأسلوب حياتهم التقليدي، حيث لا توجد ملكية خاصة للأراضي، ويعيش الجميع في مجتمع مترابط. يتمتع هذا الأرخبيل بمناظر طبيعية خلابة، تتراوح بين الجبال البركانية والسواحل الوعرة، لكنه لا يزال وجهة صعبة المنال حتى لأكثر المسافرين مغامرة.