أفضل مقهى في العالم.. أين يقع؟

في وقتٍ تتزاحم فيه المقاهي العالمية على لقب الأفضل، جاء مقهى صغير يقع في حيّ هادئ وغير معروف على نطاق واسع، يُتوَّج بجائزة أفضل مقهى في العالم، متفوّقًا على أسماء عريقة في إيطاليا وفرنسا وأستراليا. وليس هذا المقهى في مدينة إيطالية رومانسية، بل في مدينة سيدني الأسترالية، حيث استطاع مقهى "توبي إستيت" (Toby’s Estate) أن يخطف الأضواء ويتصدّر المشهد العالمي في عالم القهوة.
في حفلٍ أقيم الشهر الماضي في العاصمة الإسبانية مدريد، وجمع كبار صُناع القهوة ومحبيها من مختلف أنحاء العالم، أعلنت لجنة التحكيم المختصة بجوائز "أفضل 100 مقهى في العالم" عن تتويج "توبي إستيت" بطلًا عالميًا في مجال القهوة. وجاء هذا الإنجاز بعد تقييم دقيق شمل ست فئات رئيسية. نكهة القهوة، خبرة المُعدين (الباريستا)، الابتكار، جودة الطعام المرافق، الاستدامة، وأجواء المكان. في كل فئة من هذه الفئات، تميز المقهى الأسترالي بروح فريدة تجمع بين البساطة والاحتراف.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما يميز "توبي إستيت" ليس فقط مذاق قهوته الغني والمُحضّر من أجود حبوب البن المُنتقاة من مزارع مستدامة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا، بل أيضًا ثقافة القهوة التي يُجسّدها المكان. فريق العمل، وعلى رأسهم خبراء التحضير، لا يُقدّمون فنجان قهوة فحسب، بل تجربة متكاملة تبدأ من الحرفية العالية وتنتهي بابتسامة صادقة تُرحّب بكل زائر وكأنه ضيف في منزله.
أما الابتكار، فقد أبدع "توبي إستيت" في تقديم مشروبات قهوة مميزة غير تقليدية، تجمع بين الأصالة واللمسات العصرية، مستخدمين مكوّنات طبيعية ومحلية. كما لم يغفل المقهى عن مسؤولياته البيئية، حيث تبنّى ممارسات مستدامة تشمل تقليل النفايات، استخدام مواد قابلة لإعادة التدوير، ودعم مزارعين يعتمدون أساليب زراعة صديقة للبيئة.
أجواء المكان لعبت دورًا كبيرًا كذلك في نيله هذه الجائزة المرموقة؛ فالمقهى يوفر بيئة مريحة ومُلهمة تجمع بين الدفء الأسترالي ولمسات تصميمية بسيطة تجذب الزائر من النظرة الأولى.
وبينما لا تزال مدن مثل ميلانو وباريس تعتبر أيقونات عالمية في ثقافة القهوة، فإن فوز مقهى "توبي إستيت" يُمثّل لحظة فارقة تعيد رسم خريطة المقاهي العالمية، وتُثبت أن التميّز قد ينبع من أبسط الزوايا في أي حيّ، وليس بالضرورة من قلب العواصم العريقة.