أفضل المواقع التراثية حول العالم
يُعتبَر أيّ مكانٍ أو مدينةٍ ما مَعلماً تراثيّاً عالميّاً عندما تقوم منظّمة اليونسكو بإدراجه ضمن قائمة المعالم التراثيّة العالميّة رسميّاً، حيث تتنوّع جنسيّة أفضل المدن والأماكن التراثيّة حول العالم، من خلال توزّعها في سائر أنحاء قارّات الكرة الأرضيّة، دون وجود ترتيبٍ رسميّ لهذه المواقع التّراثيّة من قِبَل اليونسكو، علماً بأنّ الأماكن التراثيّة تُقسم عامّةً إلى ثلاثة أنواع:
- مواقع تراثية ثقافيّة.
- مواقع تراثية طبيعيّة.
- مواقع تراثية مختلطة.
سنستعرض في هذا المقال معلومات متنوّعة حول أفضل المدن والأماكن التراثيّة حول العالم، لمحة عن تاريخها، مواقعها الجّغرافيّة، أهمّ ما يميّزها، أبرز خصائصها ومزاياها المختلفة وغيرها من المعلومات، ذلك للتّعرّف على أشهر وأفضل المواقع والأماكن التراثيّة حول العالم (Top Heritage Cities Around the World).
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي أفضل وأبرز المدن والأماكن التّراثيّة حول العالم، أين تقع وبماذا تتميّز؟
أدرجت منظّمة اليونسكو حتّى اليوم 1052 موقعاً تراثيّاً في مختلف أنحاء العالم، تُقسم إلى 814 موقع ثقافيّ، 203 موقع طبيعيّ و35 موقع مختلط، من بينهم 21 موقع تراثيّ أدرجتهم اليونسكو في عام 2016، 12 منهم مواقع ثقافيّة، 6 مواقع طبيعيّة و3 مواقع مختلطة، علماً بأنّ إيطاليا تتصدّر قائمة أفضل الأماكن التراثيّة عامّةً ب51 موقع ومكان تراثيّ، تليها الصّين ب50 موقع، سنتناول هنا بعضاً من أهمّ وأبرز المدن والمواقع التّراثيّة العالميّة، بشكلٍ عشوائيّ دون أفضليّةٍ أو ترتيبٍ محدّد:
مدينة بومبي في إيطاليا
(Pompeii) هي مدينة إيطاليّة رومانيّة قديمة، تقع قرب مدينة نابّولي (Naples) في مقاطعة كامبانيا (Campania) جنوب إيطاليا، تبلغ مساحتها حوالي 64 كيلومتر مربّع.
يُشير المؤرّخون إلى أنّ تاريخ مدينة بومبي يعود إلى القرن السّادس أو السّابع قبل الميلاد تقريباً، حيث كان يقطنها ما يُقارب 11 ألف نسمة، إلّا أنّه لم يتم اكتشافها حتّى القرن الثّامن عشر في عام 1748 تحديداً، بعد أنّ دمّرها بركان (Vesuvius) وطمرها كليّاً لأكثر من 1650 سنة، منذ أن ثار في عام 79، إلى حين اكتشاف مدينة بومبي، لتخلو تماماً من سكّانها وتحتفظ بآثارها فقط.
تاريخ مدينة بومبي
كانت بومبي قبل أن يثور البركان في وجهها مدينةً رومانيّة غنيّة ومهمّة في عصر الإمبراطوريّة الرومانيّة، حيث تتعايش داخلها جميع الطّبقات الاجتماعيّة، ويتمتّع سكّانها بحياة رغيدة وهادئة، وتتميّز بتوافر مجموعة كبيرة من الفنيّين، الحرفيّين وغيرهم، إذ اشتهرت بومبي بمعارضها ومتاحفها الفنيّة المختلفة.
غير أنّ بركان فيزوفيوس أنهى جميع مظاهر الحياة في المدينة بلمح البصر، حيث يُقال بأنّ جثث السكّان وُجِدَت على حالها عند اكتشاف المدينة، نظراً لشدّة قوّة البركان الّذي حوّل أجساد السكّان إلى جثث إسمنتيّة، ذلك بفعل حلول الغبار البركاني بدلاً من الخلايا الحيّة، ما أدّى إلى ظهور الجثث بتلك الطّريقة.
وعلى الرّغم من الخراب والدّمار الّذي خلّفه البركان، إلّا أنّ آثار المدينة بقيت صامدة وعادت لتظهر بعد اكتشاف المدينة عام 1748، حيث وُجِدت أعمدة أثريّة وبقايا المتاحف والمعارض الفنيّة، فضلاً عن مدرّج بومبي الأثريّ، الّذي يوضّح عراقة المدينة الرّومانيّة التّراثيّة الفنيّة وتاريخها الطّويل، فلا عجب أن تكون مدينة بومبي مقصد مهم لسيّاح العالم، إذ يزورها أكثر من 2.5 مليون سائح كلّ عام.
إدراج مدينة بومبي ضمن قائمة اليونسكو للتّراث العالميّ
قامت منظّمة اليونسكو باعتبار بومبي مدينةً تراثيّة وأدرجتها ضمن قائمتها للتّراث العالميّ في عام 1997، باعتبارها إحدى المواقع التّراثيّة الثّقافيّة، لتكون مدينة بومبي الموقع التّراثيّ رقم 829 المسجّل ضمن قائمة اليونسكو للتّراث العالميّ.
مدينة أكروبوليس أثينا في اليونان
تعني كلمة (Acropolis) في اليونانيّة المدينة العالية، ذلك لأنّ أكروبوليس أثينا هو معبد يونانيّ قديم جدّاً، يقع على هضبة عالية ترتفع حوالي 150 متر عن سطح البحر، وسط العاصمة اليونانيّة أثينا (Athens) في مقاطعة أتيكا (Attica)، تبلغ مساحته ما يُقارب 40 كيلومتر مربّع، يعود تاريخه حسب المؤرّخين إلى القرن الخامس قبل الميلاد، ما يجعله واحداً من أقدم المعابد في العالم.
معبد أكروبوليس أثينا التّراثي
لم يكن اليونانيّون يبنون معابداً في أيّ مكان، بل كانوا يخصّصون معبداً لكلّ مدينةٍ ذات أهميّة كبرى، ولا شك بأنّ مدينة أثينا كانت الأهم بالنسبة لليونانيّين، لذلك قامت الدّولة اليونانيّة بإشراف حاكم أثينا آنذاك بيريكليس (Perikles)، ببناء أكروبوليس أثينا الّذي يتألّف من أربعة أقسام رئيسيّة:
- بوابة بروبيلايا: (Propylaia) هي مدخل أكروبوليس أثينا الرّئيسيّ، بُنيت في عام 432 قبل الميلاد.
- معبد بارثينون: (Parthenon) كلمة يونانيّة تعني الفتاة المحاربة، والمقصود هنا أثينا، والبارثينون هو المعبد الأكبر والأشهر في أكروبوليس أثينا، أُنهي بناؤه في عام 432 قبل الميلاد.
- معبد أثينا: (Temple of Athena Nike) هو المعبد الأصغر حجماً في أكروبوليس أثينا، تمّ بناؤه في عام 420 قبل الميلاد.
- معبد اريخثيون: (Erechtheion) هو أجمل معابد أكروبوليس أثينا فنيّاً وعمرانيّاً، علماً بأنّه الأحدث تاريخاً من بقيّة المعابد، حيث أنهى اليونانيّون بناؤه في عام 406 قبل الميلاد.
إدراج أكروبوليس أثينا ضمن قائمة اليونسكو للتّراث العالميّ
قرّرت منظّمة اليونسكو في عام 1987 إدراج معبد أكروبوليس أثينا ضمن قائمتها الخاصّة بالتّراث العالميّ، كواحدٍ من المواقع التّراثيّة الثّقافيّة، ليكون أكروبوليس أثينا الموقع التّراثيّ رقم 404 المُدرَج ضمن قائمة اليونسكو للتّراث العالميّ.
مدينة دمشق في سوريا
تعتبر مدينة دمشق (Damascus) أقدم مدينة مأهولة في العالم، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 10 آلاف عام قبل الميلاد، تقع في محافظة دمشق جنوب الجّمهوريّة العربيّة السّوريّة وتعدّ عاصمة لها منذ عام 635، تبلغ مساحتها حوالي 105 كيلومتر مربّع، لتكون ثاني أكبر مدن سورية بعد مدينة حلب (Aleppo)، تُعرف كذلك باسم الشّام ومدينة الياسمين، نظراً لموقعها الجّغرافيّ المتميّز، حيث تقع في سهل خصب يرويه نهر بردى، كما تتميّز باحتضان جبل قاسيون لها.
يبلغ عدد سكّان مدينة دمشق حوالي 2.5 مليون نسمة، غير أنّ هذا الرّقم ارتفع بشكلٍ ملحوظ في السّنوات الأخيرة، في ظلّ الحرب الدّائرة في سورية، ليصل إلى ما يُقارب 4 مليون نسمة، بينما يبلغ عدد سكّان دمشق مع ريفها حوالي 6 مليون نسمة.
لمحة عن تاريخ مدينة دمشق
ازدهرت مدينة دمشق في عصر الدّولة الأمويّة بشكلٍ خاصّ، أيّ في الفترة الممتدّة ما بين عاميّ 662 و750، حيث كانت عاصمة الدّولة الأمويّة آنذاك، تتمتّع بأوضاع سياسيّة، اقتصاديّة، اجتماعيّة، ثقافيّة وفنيّة مزدهرة، فتمّ تشييد الجامع الأمويّ، أحد أبرز معالم مدينة دمشق، كذلك قلعة دمشق التّاريخيّة، فضلاً عن العديد من المعالم العمرانيّة والفنيّة المميّزة، كبوّابات المدينة السّبعة، محطّة الحجاز، سوق الحميديّة وغيرها، كما كانت دمشق مدفن عدد من الشّخصيّات المهمّة والبارزة كصلاح الدّين الأيّوبيّ والظّاهر بيبرس، اختيرت مدينة دمشق عديد المرّات مدينة الأدب والفن الأولى، حيث كانت تقام فيها أبرز النّدوات الشّعريّة والفنيّة على المستوى العربيّ.
اختيار مدينة دمشق ضمن قائمة اليونسكو للتّراث العالميّ
في عام 1979، أضافت منظّمة اليونسكو مدينة دمشق إلى قائمتها للتّراث العالميّ، على اعتبارها أقدم مدينة وعاصمة مأهولة في العالم، بالإضافة إلى ما تتميّز به من تراث فنّي وعمرانيّ تاريخيّ، لذا كانت دمشق الموقع التّراثيّ رقم 20 المُدرَج في القائمة.
مدينة بصرى في سوريا
(Bosra) تُعرف أيضاً ببصرى الشّام، تقع في محافظة درعا جنوب الجّمهوريّة العربيّة السّوريّة، تبعد عن العاصمة السّوريّة دمشق حوالي 140 كيلومتر مربّع، وترتفع عن سطح البحر ما يقارب 850 متراً، لها أسماء أخرى كبوسترا ونياتراجانا، يصل عدد سكّانها إلى 20 ألف نسمة تقريباً.
بصرى مدينة تراثيّة بامتياز
مرّ على مدينة بصرى عديد الحضارات المختلفة عبر التّاريخ، حيث يعود تاريخها إلى القرن الرّابع عشر قبل الميلاد حسب المؤرّخين، لكنّ الحضارة الرّومانيّة كانت الأبرز والأكثر أثراً في تاريخ المدينة.
لذا نجد مدرّج ومسرح بصرى الشّهير، الّذي تحوّل مع مرور الزّمن إلى قلعة كاملة تُعرف باسم قلعة بصرى، ذلك من خلال تدعيم وتحصين المسرح من قِبَل ملوك الحضارات الّتي شهدتها المدينة، عبر بناء أبراج ومباني حول هذا المسرح، إلّا أنّه لم يفقد رونقه وجماله، بل ازداد رزانةً وهيبةً، كذلك هناك العديد من المعالم التّراثيّة والعمرانيّة المختلفة كقوس النّصر، متحف بصرى وغيرها.
إدراج مدينة بصرى في قائمة اليونسكو للتّراث العالميّ
نظراً لتميّز مدينة بصرى التّاريخيّة واحتوائها على تراث يمثّل حضارات من الماضي، كان لابدّ على منظّمة اليونسكو أن تُدرِج بصرى ضمن قائمتها للتّراث العالميّ، ذلك في عام 1980، كواحدةٍ من أهم وأبرز المواقع التّراثيّة الثّقافيّة في العالم، لتكون صاحبة الرّقم 22 ضمن القائمة.
مدينة تدمر في سوريا
(Palmyra) باللّغة اللّاتينيّة، هي مدينة سوريّة، تقع في البادية السّوريّة وسط البلاد وتتبع لمحافظة حمص، حيث تبعد عن مدينة حمص حوالي 160 كيلومتر مربّع شرقاً، بينما تبعد عن العاصمة السّوريّة دمشق حوالي 215 كيلومتر مربّع، يبلغ عدد سكّانها ما يُقارب 50 ألف نسمة، يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عام قبل الميلاد، حيث كانت عاصمة مملكة تدمر سابقاً، تُعرف كذلك بعروس الصّحراء.
تراث مدينة تدمر
تتميّز تدمر بما تحتويه من معالم أثريّة مميّزة، حيث توجد قلعة تدمر، قصور، معارض، مسارح، معابد، أعمدة وغيرها من المعالم المختلفة، فضلاً عن متحف تدمر الّذي يحوي على عديد المخطوطات والنّقوش والتّماثيل التّاريخيّة، الّتي تمثّل تاريخ طويل لحضارات مختلفة، ما جعل مدينة تدمر مقصد سياحيّ مهم، باعتبارها واحدةً من أشهر المعالم التّراثيّة في العالم.
تدمر ضمن قائمة اليونسكو
قامت منظّمة اليونسكو في عام 1980 بإدراج مدينة تدمر ضمن قائمتها الخاصّة بالتّراث العالميّ، لتكون الموقع التّراثيّ الثّقافيّ رقم 23 في القائمة.
مدينة بعلبك في لبنان
(Baalbek) مدينة لبنانيّة، تقع في محافظة البقاع شرق البلاد، يمرّ قربها نهر اللّيطانيّ ويروي أراضيها، تبلغ مساحتها ما يُقارب 7 كيلومتر مربّع، تبعد عن العاصمة اللّبنانيّة بيروت حوالي 85 كيلومتر مربّع، إلّا أنّها أقرب للعاصمة السّوريّة دمشق منها لبيروت، حيث تبعد عن دمشق حوالي 75 كيلومتر مربّع، يبلغ عدد سكّانها أكثر من 82 ألف نسمة.
بعلبك مدينة حضاريّة وتاريخيّة
يعود تاريخ مدينة بعلبك إلى ما يُقارب 9 آلاف سنة قبل الميلاد، حيث مرّت عليها العديد من الحضارات على مرّ التّاريخ، غير أنّ أبرزها كانت الحضارة الرّومانيّة، إذ تركت بصمةً واضحة في مدينة بعلبك، من خلال تشييدها للمعالم العمرانيّة كالقصور والمعابد، الّتي نُقشَت داخلها أسماء الأباطرة الرّومان وحملت صورهم، لعلّ أشهر هذه المعابد معبد باخوس (Temple of Bacchus)، الّذي بُني في عام 250، علماً بأنّ مدينة بعلبك عُرِفت عند الرّومان باسم هيليوبوليس (Heliopolis).
إدراج مدينة بعلبك ضمن قائمة اليونسكو
في عام 1984، أدرجت منظّمة اليونسكو مدينة بعلبك ضمن قائمتها للتّراث العالميّ، لتصبح الموقع التّراثي الثّقافي رقم 294 في القائمة.
مدينة البتراء في الأردن
(Petra) هي مدينة أردنيّة قديمة، تقع في محافظة معان جنوب المملكة الأردنيّة الهاشميّة، تبلغ مساحتها 264 كيلومتر مربّع تقريباً، ظهرت في عام 312 قبل الميلاد، حيث كانت عاصمةً لمملكة الأنباط، عُرفَت قديماً باسم سلع، كما لُقّبت باسم المدينة الورديّة، نظراً لتميّز حجارتها باللّون الورديّ.
المدينة الجّبليّة التّاريخيّة
تتميّز مدينة البتراء بطبيعتها الجّغرافيّة الجّبليّة، حيث تقع ضمن مجموعة من الجّبال الشّاهقة، كما تتمتّع بموقع جغرافيّ استراتيجيّ مميّز، جعلها طريق وصل بين الدّول المجاورة كفلسطين ومصر والعراق خاصّةً، ما أكسبها دور تجاريّ مهمّ، فضلاً عن المعالم الأثريّة الّتي تتضمّنها، لعلّ أشهرها الخزنة المنحوتة في الصّخر، وهي بمثابة بوابة مدينة البتراء، كذلك مسرح المدينة الّذي يُعتبر واحداً من أكبر معالم البتراء، دون أن ننسى المحكمة، المذبح، المعبد الكبير أضخم معالم المدينة وغيرها من الآثار والمباني العمرانيّة التّراثيّة التّاريخيّة.
البتراء في قائمة منظّمة اليونسكو
لا شكّ بأنّ ما تتميّز به مدينة البتراء جعل منها مقصداً سياحيّاً مهمّاً لجميع سيّاح العالم، حيث يزورها سنويّاً آلاف السّياح والزّوار من مختلف أرجاء المعمورة، لذا قرّرت منظّمة اليونسكو إدراج مدينة البتراء رسميّاً ضمن قائمة التّراث العالميّ في عام 1985، إذ كانت البتراء الموقع التّراثيّ رقم 326 في قائمة اليونسكو.
سور الصّين العظيم في جمهوريّة الصّين الشّعبيّة
(Great Wall of China) هو سور صينيّ تاريخيّ، يصل طوله لما يُقارب 2400 كيلومتر، حيث يمتد من مدينة تشنهوانغتاو على البحر الأصفر شمال شرق الصّين، وصولاً إلى مدينة غاوتاي في مقاطعة غانسو غرب البلاد، استمرّ العمل على بنائه حوالي ثلاثة قرون، بين القرن الثّامن والقرن الخامس قبل الميلاد، ما جعل منه سوراً أسطوريّاً عظيماً فريداً من نوعه.
السّور الدّفاعيّ العظيم
كان الهدف الرّئيسيّ وراء بناء سور الصّين، حماية حدود الدّولة وتحصين ما بداخلها، من خلال بناء سور ضخم متين مجهّز دفاعيّاً، حيث يشتمل هذا السّور على منشآت دفاعيّة، أبراج مراقبة، ثكنات للجّنود وغيرها.
كما يتميّز سور الصّين بطبيعة مواد البناء الملائمة للتّضاريس الجّغرافيّة الّتي يمر بها، حيث يمر السّور بالصّحارى، الجّبال، الهضاب، الوديان، الأنهار وغيرها من المواقع الجّغرافيّة المختلفة، ما يدلّ على الصّعوبة البالغة والجّهد المبذول في بناء هكذا سور، الأمر الّذي دفع سور الصّين العظيم ليكون واحداً من عجائب الدّنيا السبع الجّديدة المُدرجة في عام 2007.
اليونسكو تُضيف سور الصّين العظيم إلى قائمة التّراث العالميّ
قرّرت منظّمة اليونسكو للتّربية والعلوم والثّقافة إضافة سور الصّين العظيم إلى قائمتها الخاصّة بالتّراث العالميّ في عام 1987، هذا ما حصل، حيث أصبح سور الصّين موقعاً تراثيّاً ثقافيّاً يحمل الرّقم 438 ضمن قائمة اليونسكو.
مدينة طيبة في مصر
(Thebes) تُعرف اليوم بمدينة الأقصر (Luxor) وتلقّب بمدينة الشّمس، تمتد على مساحة تصل إلى ما يقارب 93 كيلومتر مربّع، على بُعد 800 كيلومتر مربّع عن نهر النّيل غرباً، بينما يحدّها من الشّرق جبال الصّحراء الشّرقيّة، يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عام قبل الميلاد، يبلغ عدد سكّانها حوالي 500 ألف نسمة.
طيبة المدينة الفرعونيّة التّراثيّة
قام الفراعنة المصرييّن بإعمار مدينة طيبة وجعلوها عاصمة لهم، حيث قاموا ببناء القصور والمعابد، لعلّ أشهرها معبد الكرنك الّذي تحوّل لاحقاً إلى مجموعة من المعابد، تقع غربي المدينة على الضّفة الشّرقيّة لنهر النّيل، إذ تتميّز معابد الكرنك بكثرة أعمدتها البالغ عددها 134 عمود، لتشكّل هذه المجموعة من المعابد أكبر منشأة دينيّة في العالم، لذا كان من الطّبيعيّ أن تجذب مدينة طيبة الأنظار، فهي مدينة تراثيّة تاريخيّة يمتد تاريخها منذ عصر الفراعنة حتّى يومنا هذا.
إدراج مدينة طيبة في قائمة اليونسكو
في عام 1979، وبعد 3 سنوات على إعلان منظّمة اليونسكو قائمتها للتّراث العالميّ، قامت المنظّمة بإدراج مدينة طيبة الفرعونيّة ضمن القائمة، كإحدى المواقع التّراثيّة الثّقافيّة المهمّة والبارزة.
مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل
تُعرف (Rio de Janeiro) اختصاراً بريو، وهي مدينة برازيليّة تقع في ولاية ريو دي جانيرو جنوب البلاد على مساحة تُقدّر ب1220 كيلومتر مربّع تقريباً، سمّيت يهذا الاسم نظراً لكونها اكتُشفِت من قِبَل الأساطيل البرتغاليّة في 1 كانون الثّاني/يناير في عام 1565، حيث كلمة (Janeiro) تعني شهر كانون الثّاني/يناير بالبرتغاليّة، كانت تمثّل عاصمة البرازيل سابقاً، قبل أن تنتقل العاصمة رسميّاً إلى مدينة برازيليا بعد تأسيسها مباشرةً في عام 1960، يبلغ عدد سكّان مدينة ريو حوالي 6 ملايين ونصف المليون نسمة، ليرتفع هذا العدد إذا ما أُضيف عدد سكّان ريف وضواحي المدينة، ليصل إلى 12 مليون نسمة تقريباً.
المدينة الطّبيعيّة والسّياحيّة
تتميّز مدينة ريو بالطّقس الجّميل والمناظر الطّبيعيّة الخلّابة، حيث فيها الجّبال والمياه، لكونها تطلّ على المحيط الأطلسيّ، كما تتميّز بشواطئها المختلفة كشاطئ ليبلون، ايبانيما وشاطئ كوباكوبانا الأشهر، الّذي يعجّ بالسّياح والزّوار، فضلاً عن أسواقها التّجاريّة واحتفالاتها وكرنفالاتها السّنويّة.
كذلك يعدّ تمثال المسيح الفادي الّذي يُطلق عليه البرازيليّون اسم كريستو ريدينتور أو كوركوفادو (Corcovado) _بناءً على اسم الجّبل الموجود عليه التّمثال_ أحد أبرز معالم مدينة ريو، حيث يرتفع عالياً على جبل كوركوفادو لما يُقارب 40 متر عن سطح البحر، وهو مَعلم يجذب أعداداً غفيرة من سيّاح العالم.
كما تتميّز ريو بكونها مدينة رياضيّة بامتياز، حيث جسّدت هذا الأمر باحتضانها مع عديد المدن البرازيليّة الأخرى كأس العالم عام 2014، كذلك تحتضن دورة الألعاب الأولمبيّة لوحدها حاليّاً في صيف عام 2016.
منظّمة اليونسكو تُدرج مدينة ريو ضمن قائمة التّراث العالميّ
نظراً لتمتّع مدينة ريو دي جانيرو البرازيليّة بالمعالم الطّبيعيّة والثّقافيّة التّراثيّة، قامت منظّمة اليونسكو للتّربية والعلوم والثّقافة بإدراج المدينة ضمن قائمتها للتّراث العالميّ، ذلك في عام 2012.
في النهاية.. هذه كانت أبرز المعالم والمدن التّراثيّة العالميّة، غير أنّ هناك عديد المعالم التّراثيّة المميّزة حول العالم، كبرج بيزا المائل في إيطاليا، عديد المعابد الأثريّة في الصّين والهند على وجه الخصوص، بعض الجّبال والمعالم الطّبيعيّة الخلّابة في مختلف أنحاء العالم، لكنّنا حاولنا استعراض لمحة متنوّعة عن أشهر وأبرز المدن والمعالم التّراثيّة في مختلف قارّات العالم.