أغرب القبائل.. الزولو "سحرة إفريقيا" و"عباد الشيطان والأرواح"..
والمرأة تخطب الرجل وتحتفل به
إحدى أغرب القبائل في إفريقيا، وأكثر ما يميزها التواصل مع الأرواح، كما يدعون. إنهم قبيلة الزولو، وهم من أكثر الشعوب الإفريقية، وبسبب قوتهم تكونت مملكة عظيمة كان الكثيرون يخشون منها لفترة طويلة في معظم جنوب القارة الإفريقية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
شاهد أيضاً: بلدان مسلمة غير عربية في إفريقيا
وفي فترة الملك شاكا كانت قبيلتهم هي الكبرى في إفريقيا، وجند الملك شاكا شباناً من جميع أنحاء المملكة ودربهم على تكتيكات حربية خاصة، وبعد هزيمة الجيوش المتنافسة واستيعاب شعوبهم بقوة قبائل الزولو، وفي عام 1800 غزت القوات البريطانية أراضي الزولو وقسمتها، ويعيش حالياً تسعة ملايين شخص يتحدثون لغة "الزولو".
وحالياً ما يزال الكثيرون من قبائل الزولو يعيشون في مجتمعات ريفية وتقليدية، ويتحدثون لغة أيزيزولو.
وتعتبر "الأرواح" وارتباطها بالأجداد مهمة في الحياة الدينية لقبائل الزولو، ويتم تقديم القرابين والتضحيات للأجداد للحماية والصحة الجيدة والسعادة، ويعتقدون أن أرواح الأسلاف تعود إلى العالم في شكل أحلام وأمراض، وأحياناً ثعابين.
ويعتقد شعب الزولو في استخدام السحر وأي شيء يكون خارج فهمهم، مثل سوء الحظ والمرض، ويعتبرون أنه مرسل بروح غاضبة، وعندما يحدث هذا يطلبون من العراف (الكاهن) أو المعالجين بالأعشاب، لكي يتواصلوا مع الأسلاف، ويقومون باستخدام الأعشاب الطبيعية والصلاة للتخلص من أية مشاكل.
شاهد أيضاً: أغرب القبائل: "الماساي" الرجل يتزوج 70 امرأة..
ويحتفلون بـ"يوم شاكا" كل عام في سبتمبر، وتتميز هذه العطلة بالاحتفالات وذبح الماشية لإحياء ذكرى مؤسس مملكة الزولو. وفي هذا اليوم المهم يرتدي شعب الزولو ملابسهم التقليدية الكاملة (الملابس والأسلحة)، ويتجمعون في شاهدة شاكا.
كما كانوا يحتفلون هناك بالبلوغ، وبعد الحفل تعلن الفتاة أنها مستعدة للزواج، وتبدأ بعدها أيام المغازلة، وتبدأ الفتاة الخطوة الأولى بطلب يد الشاب الذي يناشدها، ويكتبون حروف الحب المكونة من الخرز، والتي تحتوي على ألوان مختلفة لها معان مختلفة وتركيبات معينة تحمل رسائل معينة، ويحدث التعارف، وبمجرد أن تقرر المرأة الزواج تتزوج من الشاب الذي أرادته.
وتتميز شعوب قبائل الزولو بأنهم أناس ودودون للغاية على المستوى الشخصي، وتتشكل الحياة اليومية لشعب الزولو من فكرة أن الكائن البشري هو الأعلى بين جميع الأنواع.
وتعني كلمة الزولو "العائلة"، أي تشمل جميع الأشخاص الذين يقيمون في منزل واحد، ويكونون مرتبطين ببعضهم البعض، إما بالدم أو الزواج أو التبني.
وتتألف معظم أسر قبائل الزولو الريفية من عائلات ممتدة، وإخوان مع زوجاتهم، وأخوات غير متزوجات، وأطفال وأولياء أمور وأجداد، وجميعهم يقيمون معاً في نفس المنزل، وكدليل على الاحترام لا يتم استدعاء الآباء والشيوخ بأسمائهم الأولى، ولكن بدلاً من ذلك يتم استخدام الألقاب.
وفي جنوب إفريقيا لا تتوفر لدى الزولو في معظم المناطق الريفية خدمات أساسية كافية مثل الكهرباء أو المياه النظيفة أو المساكن الرسمية أو النقل أو المستشفيات أو العيادات.
ويعيش حضر الزولو فيما يسمى بلدات السود والمناطق التي تهدد المدن الصناعية، وظروفهم المعيشية تعتبر أفضل من تلك الموجودة في المناطق الريفية، وهم يشكلون الطبقة الوسطى لقبائل الزولو، ولا يختلف نمط حياتهم عادة عن مثيله في الحضر الغربيين الآخرين.
وملابس الزولو ملونة جداً كما يزين شعب الزولو رؤوسهم بالريش والفراء، ويرتدي الرجال جلد الماعز على أذرعهم وساقيهم، بينما النساء ترتدين غطاء أسود تقليدياً مصنوعاً من جلد الماعز أو جلد البقر، وإذا لم تكن المرأة متزوجة فإنها قد ترتدي سلاسل من الخرز لتغطية الجزء العلوي من الجسم، أما إذا كانت متزوجة فإنها ترتدي قميصاً.
ويعتمد اقتصاد زولو الريفي على الماشية والزراعة، وبالتالي فإن النظام الغذائي الرئيس يتكون من البقر والمنتجات الزراعية، كما يتناولون الخضراوات والفواكه.
ويعتبر تناول الطعام والشراب من نفس الإناء علامة على الصداقة، ومن المعتاد أن يقوم الأطفال بتناول الطعام من نفس الإناء، والذي عادة ما يكون حوضاً كبيراً، مما يعطيهم درساً عن "المشاركة"، وهو الاعتقاد السائد الذي يعتبر جزءاً من الفلسفة الإنسانية لديهم.
وقبائل الزولو مغرمون بالغناء والرقص، وهذه الأنشطة تعزز الوحدة في جميع الاحتفالات، مثل الولادات وحفلات الزفاف والجنازات.
ويتنوع فولكلور قبائل الزولو فيما بين رواية القصص وقصائد المديح والأمثال، وكل هذا يفسر تاريخ الزولو وتعليم الدروس الأخلاقية، وأصبحت قصائد الثناء التي تدور حول الملوك والمتفوقين في الحياة جزءاً من الثقافة الشعبية.
ويعتقد الزولو في وجود كائن أعلى، ويعتقدون أيضاً في الحياة الطويلة، إذ إنهم يؤمنون في الحياة بعد الموت على أنه نعمة، بالإضافة إلى ذلك فإن الإيمان بأرواح الأسلاف يعتبر قوياً دائماً في قبائل الزولو.
كما أن لهم ساحرة تعتبر طبیبة القبیلة تسمى "أيسانجوما"، تتمتع بقدر كبیر من الاحترام، ولھا لباس ممیز، وعقد من الخشب.
ويسمى العلاج الشعبي عندھم "أوموثي"، ويتكون عادة من مكونات عشبیة وحیوانیة، وھي وصفات متوارثة من الأجداد يعتقدون أنھا تشفي الأمراض التي يعتبرونھا سحراً يفعله الآخرون.
وتختلف مناحي العلاج لدى ساحرتهم من البشر وحتى الحیوان، فمن تجبیر كسور العظام وعلاج الحمى وتقلصات العضلات والأسنان والولادة إلى العلاج بدون لمس المريض، وھي تستخدم في ذلك بعض الجذور والأعشاب بعد طحنھا، وتسمى "أمبوبوھو" التي يعتقد أنھا تذھب الخوف أو تجلب الشجاعة، وتھزم الأعداء، وتسمى "إنتلیزي".
وتشتهر قبائل الزولو بصنع الفخار، وتعمل النساء والأطفال على نسج الحصير للاستخدام اليومي، كما يصنعون السلال للأغراض المنزلية، بينما الرجال والأولاد فيقومون بنحت أشياء منزلية مختلفة، وزخارف من الخشب والعظام، وتشمل هذه الأشياء المساند والصواني والكاشطات والأواني المنزلية والكراسي، أما عن صناعة الخرز فهي أساساً عمل نسائي؛ لأن الخرزات هي طريقة لإرسال الرسائل دون أن تكون مباشرة.