أصل القطائف: الحلوى الرمضانية التي غارت منها الكنافة
لا تخلو منها مائدة رمضانية في أي دولة عربية، ونكاد لا نراها في المحال والأسواق سوى في شهر رمضان المبارك، فهي حلوى تُميز هذا الشهر الكريم وننتظرها من عام إلى عام، إنها القطائف.
إذا كنت تحب القطائف مثلنا وتضعها على مائدة رمضانك كل عام، فما رأيك أن تعرف أصلها ونشأتها، هل تعلم أن الشعراء تغنوا بها والكنافة غارت منها؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
القطائف
هي عبارة عن فطيرة صغيرة مصنوعة من عجينة سائلة مخبوزة، تؤكل نيئة أو مقلية بحشوات متنوعة مثل: القشطة، الكريمة، الجبن والمكسرات أيضاً وتُحلى بالقطر.
ويشتهر إعداد القطائف في جميع البلدان العربية خاصة مصر وبلاد الشام وتونس والجزائر، وتتربع على الموائد الرمضانية بوجه خاص.
وهناك روايات عدة حول اسم هذه الحلوى، فتقول الرواية الأولى إنها عُرفت بالقطائف لتشابه ملمسها مع ملمس قماش القطيفة، والرواية الثانية تقول إنها ظهرت في العصر المملوكي، وقُدمت كفطيرة محشوة ولما أعجبت الناس أصبحوا يقطفونها من بعضهم، فأصبح اسمها فطيرة القطف، ثم تحول الاسم بعد دخول العامية إلى "قطايف".
أصل القطائف
لا يوجد أيضاً رواية واحدة أجمع عليها التاريخ حول أصل القطائف، بل تعددت الروايات فهناك من يقول إنها تعود للعصر الأموي، وآخرون يؤكدون أن أصلها عباسي، ورأي ثالث يقول إنها تعود للعصر الفاطمي، ورابع يقول إنها تعود لبلاد الأندلس.
أصلها أموي
يُقال إن الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك هو أول من تناول حلوى القطائف في رمضان عام 98 هجرياً.
هل ترجع القطائف إلى العصر العباسي؟
أحب الناس القطائف بل وعشقوها حتى تغنى بها الشعراء منهم، حتى أن شاعر العربية الكبير ابن الرومي كان يُسر بها سرور ابن الأحنف بقرب حبيبته فوز، وقد قال عنها:
قطائف قد حشيت باللوز
والسكر الماذي حشو الموز
تسبح في آذيّ دهن الجوز
سررت لما وقعت في حوزي
سرور عباس بقرب فوز
وكان ابن الرومي شاعر من العصر العباسي، لذلك هناك من يقول إن القطائف عرفت في هذا العصر، وربما تكون ظهرت في أواخر العصر الأموي.
أصلها فاطمي
وهناك رواية ثالثة تقول إنه في العصر الفاطمي، كان صُناع الحلوى يتنافسون على تقديم أجمل ما لديهم للخليفة أو السلطان لنيل إعجابه ورضاه والعمل في القصر، فابتكر أحد الطهاة فطيرة صغيرة محشوة بالمكسرات، ثم وضعها بشكل أنيق في طبق وزينه بالمسكرات، وخرج على الضيوف في القصر الملكي، فتهافتوا عليها وظلوا يقطفونها من بعضهم البعض.
القطائف أندلسية
وروت بعض كتب التاريخ أن أول من ابتكر القطائف هم الأندلسيون، وانتشرت في العديد من المدن مثل غرناطة وإشبيلية ثم انتقلت إلى بلاد الشرق العربي، وظلت تتطور على مدار السنوات لتصبح من أبرز الأعراف المرتبطة بشهر رمضان المبارك.
هكذا غارت الكنافة من القطائف
لم تكن القطائف بعيدة عن الكنافة، تلك الحلوى الرمضانية الشهيرة أيضاً، التي تزامنت معها في الظهور، ويُقال إن القطائف كانت سابقة عليها.
وأحدثت القطائف والكنافة تأثير كبير في نفوس العرب، لدرجة أن الشاعر أبو الحسين الجزار، تخيل أن الكنافة تغير من حبه للقطائف، وفي محاولة منه لإرضائها أنشد هذه الأبيات:
ومالي أرى وجه الكنافة مغضباً ولولا رضاها لم أرد رمضانها
تُرى اتهمتني بالقطايف فاغتدت تصد اعتقاداً أن قلبي خانها
ومذ قاطعتني ما سمعت كلامها لأن لساني لم يخاطب لسانها.