أزمة بالأماكن السياحية في إسبانيا بسبب المياه
مع اقتراب فصل الصيف يتطلع العديد من الناس إلى التخطيط لرحلاتهم الصيفية المرتقبة، ولكن مع انتشار أزمات المياه، تنعدم الراحة في الكثير من المدن حول العالم. واحدة من هذه المدن هي إسبانيا، حيث تشير الإشارات إلى أن الأزمات المائية قد تؤثر بشكل كبير على خطط السفر الصيفية للسكان المحليين والسياح.
في الأسبوع الماضي قد شهدت إسبانيا هطول أمطار غير عادية بمناطق مختلفة، وهو ما أدى إلى تعطل الأنشطة الاحتفالية خلال عيد الفصح في إشبيلية، وهو مشهد نادر في هذه المنطقة العادة ما تكون جافة. على الرغم من أن هذه الأمطار جلبت بعض الراحة المؤقتة للمناطق المتضررة من الجفاف، إلا أن أزمة المياه لم تنته بعد، مما يثير القلق بشأن ما قد يحدث في الأشهر القادمة.
ويشمل ذلك أجزاء كثيرة من إسبانيا بما في ذلك حتى برشلونة، حيث يمكن للمسافرين توقع قيود على المياه هذا الصيف ويجب عليهم السفر بوعي عبر الوجهات التي تواجه تحديات بسبب النقص في المياه.
ماذا يحدث في إسبانيا؟
قد سبق وأن أعلنت كاتالونيا حالة الطوارئ في شهر فبراير/شباط الماضي بعد أن عانت من الجفاف لمدة 1000 يوم. لم تهطل الأمطار ببعض المناطق منذ 3 سنوات، حيث انخفض احتياطي المياه إلى 16%. حيث قد أصبحت حمامات السباحة فارغة، والنوافير معطلة، وكذلك الحدائق المائية مغلقة. فيما يمثل قطاع الزراعة أكبر مستهلك للمياه، وقد أُمر المزارعون بخفض استهلاكهم وذلك بنسبة 80%. ولكن على الرغم من أن الأمطار التي قد هطلت في شهر مارس ساعدت كاتالونيا، إلا أن السلطات تعتقد أنه من السابق لأوانه تخفيف القيود.
فيما توضح اللافتات الموجودة على الشواطئ في برشلونة لرواد الشاطئ بإنه يجب إيقاف الاستحمام. لكن حتى الآن كانت صناعة السياحة معفاة في الغالب من القيود فقد سمح للفنادق باستخدام المياه المحلاة بحمامات السباحة، ويصر المسؤولون على أنه لا يزال بإمكان السياح الاستمتاع بإجازاتهم في المدينة.
ولكن تعرض هذا التفاوت لانتقادات شديدة من الناشطين والسكان المحليين. حيث يقتصر استهلاك السكان على 200 لتر من المياه يوميًا، لكن السائح في فندق 5 نجوم يستهلك ما يصل إلى 242 لترًا يوميًا ولكن الغضب لا يتعلق فقط بالمياه. ظل سكان برشلونة يحتجون على السياحة المفرطة لسنوات، وقد سئموا من الحشود وارتفاع الأسعار والسلوك الجامح. ومع هذا فإن السياحة هامة للبلاد، حيث أنها فهي تساهم بنسبة 12٪ بالناتج المحلي الإجمالي للبلاد. حيث قد زار أكثر من 84 مليون سائح أجنبي البلاد في عام 2023 وضخوا 108 مليار يورو في الاقتصاد.
ومع انتشار أزمات المياه التي تهدد المدن، فإنه من المهم على الناس أن يكونوا على استعداد للتكيف مع التغيرات المحتملة في خطط السفر الصيفية، والبحث عن وجهات بديلة تكون أقل تأثرًا بهذه الأزمات. في نهاية المطاف، يجب أن نعمل جميعًا على تحسين إدارة المياه وتبني استراتيجيات مستدامة للمحافظة على هذه الثروة الحيوية وضمان استمرارية السياحة والسفر.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.