Syrian Independence Day عيد الجلاء في سوريا On 17 Apr
عيد الاستقلال في 17 نيسان 1946 يُعد صفحة مشرقة في تاريخ سوريا، حيث تسببت بطولات الشعب السوري القوي الرائد وتضحياته وصموده لسنوات عديدة إلى إجلاء آخر جندي فرنسي محتل من أرض الوطن وفي هذا اليوم يسعدنا جميعاً أن نتقدم بالتهنئة للشعب السوري البطل، عبر موقع سائح للسفر والسياحة.
Syrian Independence Day عيد الجلاء في سوريا On 17 Apr
كان ما تعرضت له سوريا من احتلال وتتعرض له اليوم ولمدة تزيد عن عشر سنوات من حروب مختلفة عسكرية وإعلامية وسياسية شرسة، إضافة إلى الحصار الاقتصادي الجائر من قوى الشر والإرهاب والعدوان ولا سيما أمريكا والولايات المتحدة. إن الكيان الصهيوني الغاصب وعملائه محاولات يائسة لفرض حالة استعمارية في المنطقة من خلال العمل على إضعاف دور سوريا الفاعل في المنطقة والعالم لخدمة الأجندات الغربية الخبيثة التي تهدف إلى ثنيها عن مواقفها المبدئية. وقالت الجمعية في بيان لها بمناسبة الذكرى الـ 76 ليوم الجلاء.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وأضاف البيان أن صمود الشعب العربي السوري وبطولة الجيش وحكمة قائدنا الرئيس بشار الأسد كانت الصخرة الصلبة التي تحطمت عليها أوهام المتآمرين.
وتابع البيان "نجدد ثقتنا الكاملة بقدرة شعبنا المخلص على حشد طاقاته وتعزيز وحدته الوطنية الراسخة وتجديد ملاحم التحرر الخالد بمواجهة الإرهاب وكافة أشكال التآمر والعدوان".
أبرز المعلومات عن عيد استقلال سوريا
تحتفل سوريا يوم الثلاثاء بمرور 72 عامًا على استقلالها عن فرنسا ، بعد أربعة أيام من ضرب فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة لأهداف عسكرية سورية ردًا على هجوم كيميائي مشتبه به في دوما قُتل فيه 40 شخصًا.
تجمع آلاف الأشخاص الذين يرفعون الأعلام السورية في ساحة الأمويين بدمشق للاحتفال بالاستقلال عن فرنسا ، بحسب وكالة الدولة السورية سانا. احتفل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بهذه المناسبة على الإنترنت.
تم وضع سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي في عام 1920 في مؤتمر سان ريمو - مؤتمر ما بعد الحرب العالمية الأولى الذي خصص إدارة الأراضي العثمانية السابقة - بينما وضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني.
ثم قسمت السلطات الفرنسية المنطقة إلى عدة مناطق تتمتع بالحكم الذاتي، محسوبة الولاءات القبلية. أصبح لبنان دولة منفصلة.
في السنوات التي تلت ذلك ، نظم السوريون عدة انتفاضات ضد الحكم الفرنسي - كانت أعنف انتفاضات عام 1925 أدت إلى قصف القوات الفرنسية لدمشق - لكن لم توافق فرنسا حتى عام 1936 على العمل من أجل الاستقلال.
انتهاء الاحتلال الفرنسي في سوريا
استغرق الأمر سبع سنوات أخرى احتلت خلالها القوات الفرنسية والبريطانية الحرة سوريا لفترة وجيزة قبل انتخاب أول رئيس سوري، شكري القوتلي. بعد ثلاث سنوات ، في 17 أبريل 1946، تم إجلاء آخر القوات الفرنسية.
كيف تم استقلال سوريا ويوم عيد استقلال سوريا
يوم السبت الماضي، انضمت فرنسا إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في ضربات عسكرية مشتركة استهدفت قدرات الأسلحة الكيماوية المشتبه بها للحكومة السورية. جاء ذلك بعد أسبوع من هجوم بالأسلحة الكيماوية في دوما، التي كانت تسيطر عليها المعارضة في ذلك الوقت شرقي دمشق ، قتل فيها 40 شخصًا. وألقت دول غربية باللوم على حكومة بشار الأسد في الهجوم.
وتنفي سوريا وحلفاؤها روسيا وإيران حتى وقوع الهجوم.
دخلت سوريا عامها الثامن من الحرب الأهلية في مارس من هذا العام. وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره المملكة المتحدة ، قُتل ما لا يقل عن 350 ألف مدني في الصراع. وفر أكثر من 5.5 مليون شخص من البلاد ، بينما نزح 6 ملايين آخرين داخليًا.
كان يوم الجلاء منعطفاً هاماً وحقيقياً في تاريخ سوريا الحديث، هو اليوم الذي نالت فيه استقلالها وحريتها، وكان لا بد من أن ينهل الشعراء السوريون من معاني هذا اليوم، وأن تجود قرائحهم بقصائد تخلّد هذه الذكرى، وتؤرّخ للأجيال القادمة تفاصيل هذا اليوم، ولتذكرهم أن الشعب السوري قدّم الكثير الكثير في سبيل حريته واستقلاله.
الشاعر “عمر أبو ريشة”, يقول في الحفل الذي أقيم في حلب عام 1946 ابتهاجاً بعيد الجلاء:
يا عروس المجد حسبي عزة
أن أرى المجد انثنى يعتز بي
ربّ لحن سال عن قيثارتي
هز أعطاف الجهاد الأشيب
لبلادي ولروّاد السنا
كل ما ألهمتني من أدب
شاعر العاصي “بدر الدين الحامد” يكتب بلغة رشيقة قصيدة مؤثرة يحاكي فيها يوم الجلاء:
يوم الجلاء هو الدنيا وزهوتها
لنا ابتهاج وللباغين إرغام
يا راقداً في روابي ميسلون أفق
جلت فرنسا فما في الدار هضام
لقد ثأرنا وألقينا السواد وإن
مرت على الليث أيام وأعوام
غورو يجيء صلاح الدين منتقما
مهلا فدنياك أقدار وأيام
هذي الديار قبور الفاتحين فلا
يغررك ما فتكوا فيها وما ضاموا
مهد الكرامة عين الله تكلؤها
كم في ثراها انطوى ناس وأقوام
تجر ذيل التعالي في مرابعها
المجد طوع لنا والدهر خدام
الشاعر “شفيق جبري” في قصيدته الرائعة عن يوم الجلاء، والتي يتحدث فيها عن فرحة كل السوريين من مسيحيين ومسلمين بهذا اليوم:
حلم على جنبات الشام أم عيد
لا الهم هم ولا التسهيد تسهيد
أتكذب العين والرايات خافقة
أم تكذب الأذن والدنيا أغاريد
ملء العيون دموع من هناءتها
فالدمع در على الخدين منضود
لو جاء داود والنعمى تضاحكنا
لهنأ الشام في المزمار داود
على النواقيس أنغام مسبحة
وفي المآذن تسبيح وتحميد
لو ينشد الدهر في أفراحنا
ملأت جوانب الدهر في البشرى الأناشيد
أما الشاعر “عبد الكريم الكرمي” أبو سلمى فيقول:
النجوم العربية
خفقت في كل قلب عربي
هتفت يوم جلاء الأجنبي
أنا صافحت الخلود
أنا حطمت القيود
وجلال الكون تاريخ الفداء
“بدوي الجبل” يهلل بعودة الحق إلى أصحابه، ويتفاخر بالدماء الطاهرة التي بذلت بغزارة لتحقيق الجلاء:
انتزعنا الملك من غاصبه
وكتبنا بالدم الغمر الجلاء
وسقانا كأسه مترعة
وسقينا وفي الكأس امتلاء
واقتحمنا حديدا ولظى
وجزيناه اعتداء باعتداء
سكرت مما ارتوت من دمه
غصص حرى وثارات ظماء
كلما جندل منا بطل
زغردت في زحمة الهول النساء
ويؤكد الشاعر “سليم الزركلي” في قصيدة كتبها في يوم الجلاء أن نصر سوريا هو نصر للعرب جميعاً:
أ وفود يعرب والديار دياركم
والعيد في أوطاننا عيدان
عيد بأفراح الجلاء وصنوه
بتناصر الإخوان والأخدان
أبت العروبة أن تنام على الأذى
أو تنطوي في اليأس والخذلان
وإذا العزائم شمرت عن ساقها
ومشت على الأحقاد والأضغان
ملكت زمام المجد من شطآنه
وتربعت في الملك والسلطان
الشاعر “عبد الرحيم الحصني” يتغنّى في واحدة من أجمل قصائده بعيد الجلاء:
لا الكأس مورد إلهامي ولا الوتر
على مفاتن ربعي أينع الوطر
كرمى لعين بلادي كل جارحة
ومني غناء , ولحن مترف نضر
لولا الجلاء وما بعد الجلاء لما
طاب الرحيق على مغناك والسمر
الشاعر “زكي قنصل” في قصيدته “يا شام” يقول:
حياك مغترب يا شام حيّيه
لا تتركيه يقاسي ما يقاسيه
يا شام روحي على مغناك حائمة
هل ترفقين بجرح خاب راقيه..؟
يا شام صلى عليك الله وانهمرت
على ملاعبك الريّا أياديه
طريقنا واضح للنصر مؤتلق
الشام أوله والقدس تاليه
ويؤكد الشاعر “نديم محمد” أن المؤمنين بالحرية هبوا يناضلون جبروت الاستعمار وحققوا الاستقلال لسوريا:
طار في الأفق جناحا وتخطاه رواحا
عَلمي سكران بالزهو غبوقا واصطباحا
خفقه أم عبق الطيب من الجنة فاحا
يفرش البهجة والفرحة ورداً وأُقاحا
أسكرته كبرياء النصر فاستعلى جماحا
وقد تعامل الأدباء مع هذا اليوم بتقديس كبير، كيف لا؟ وهو يوم الحرية المنشودة، ولم يكن الشعر والشعراء فقط من كتب، بل كان ليوم الجلاء حصة كبيرة في الروايات التي كُتبت، وهي تتحدث عن بطولات السوريين وثوراتهم المتلاحقة التي ساهمت بطرد المحتل من أرضها، كتب الروائي “فارس زرزور” في روايته “حسن جبل” عن فترة الاحتلال الفرنسي في سوريا، ومقاومة السكان والأهالي لها، ومثله فعل “حنا مينة” الذي تحدث عن نضال السوريين في مدن الساحل السوري.
في أكثر من رواية “بقايا صور”، “المستنقع”، “نهاية رجل شجاع”، ومثلها رواية “القلعة” للأديب “مأمون الجابري” التي تحدثت على نضال أهل حلب ومقاومتهم، ورواية “اختياراتي والحب” للأديبة “ضياء قصبجي” التي تتحدث عن مواجهة سكان حي الجلوم الحلبي للاحتلال الفرنسي. وكذلك فعلت “ألفة الإدلبي” في أغلب رواياتها، مؤرخة لدمشق ونضال أبناء دمشق ضد الفرنسيين.
والروائي “وليد إخلاصي” تحدث في روايته “أحضان السيدة الجميلة” عن درب السوريين نحو الحرية والجلاء، ونقرأ أيضاً “الظهور الأخير للجد العظيم” التي كتبها “زياد كمال حمامي”، ورواية «سقوط الفرنك» لـ “نسيب الاختيار”، وغيرها الكثير من الأعمال الأدبية التي حاولت أن تؤرخ لنضال السوريين وثوراتهم حتى حصولهم على حريتهم واستقلالهم في 17 نيسان 1946.
يوم الجلاء في سوريا
يعد يوم الجلاء منعطفاً هاماً وحقيقياً في تاريخ سوريا الحديث، هو اليوم الذي نالت فيه استقلالها وحريتها من المستعمر الفرنسي ، وشهد هذا اليوم جلاء المستعمر الفرنسي عن سوريا، حيث انتفض الشعب السوري في كل المدن ضد هذا الاحتلال وقدموا أموالهم وأرواحهم وسطروا أروع ملاحم البطولة والفداء في سبيل تحرير وطنهم من الاستعمار الفرنسي وإعادة العزة والكرامة للشعب العربي .
ومن كان من أبرز قادة الثورة السورية الأبطال إبراهيم هنانو، ويوسف العظمة، والشيخ صالح العلي، وحسن الخراط، وسلطان باشا الأطرش، ونجيب عويد، وعقيل السقاطي،وعبد الفتاح النشواني، ومحمد الشياح، وأحمد حوري وغيرهم من الذين سطروا بأحرف من نور هذه الملحمة ” عيد الجلاء ” لتشرق شمس الحرية الساطعة على وطننا لأنه يوم العدالة والاستقلال.