8 فوائد عادت على قطاع السياحة والسفر في 2020: كورونا له وجه إيجابي
الكثير من الأخبار تناولت الخسائر الفادحة التي ألحقها فيروس كورونا المستجد بقطاع السياحة والسفر حول العالم خلال عام 2020، فما بين الخسائر المادية وتسريح آلاف الموظفين وإغلاق حدود الدول وتعليق حركة الطيران، واجه قطاع السياحة الكثير من التحديات، لكن رغم ذلك يمكن القول إن 2020 لم يكن عاماً كارثياً بشكل كامل.
بالفعل، هناك العديد من الفوائد التي حققها قطاع السياحة والسفر جراء جائحة كورونا، مثل القضاء على السياحة المفرطة التي عانت منها الكثير من المواقع الشهيرة حول العالم، إضافة إلى الفوائد البيئية جراء توقف حركة الطيران وغير ذلك من المزايا التي بات من الضروري الحفاظ على استمرارها خلال الأعوام المقبلة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ومع نهاية عام 2020، نستعرض لكم السطور التالية 8 طرق استفاد بها قطاع السفر في ظل جائحة كورونا المستجد، بحسب موقع CNN.
كيف استفاد قطاع السفر من جائحة كورونا؟
انتهاء أزمة السياحة المفرطة
قبل الجائحة، مثلت السياحة المفرطة أزمة بالنسبة للكثير من الدول، لدرجة أن قاموس "أكسفورد" الإنجليزي اعتبر المصطلح أحد كلمات العام في عام 2018.
وكان المسؤولون يكافحون لخفض أعداد الزوار في المعالم الشهيرة مثل ماتشو بيتشو وتاج محل، في محاولة منهم لحماية المباني الأثرية القابلة للتهدم.
كما استكر السكان المحليون في مدن مثل البندقية وبرشلونة ودوبروفنيك، حقيقة ان مدنهم أصبحت من المستحيل التنقل فيها، كما أصبحت تكلفة المعيشة باهظة التكلفة.
وعلى الرقم من أن انخفاض أعداد السائحين أثر بلا شك على الأعمال التجارية، إلا أن نهاية السياحة المفرطة بشكل مؤقت، أعطت هذه الوجهات فرصة لإعادة تقييم الوضع.
فعلى سبيل المثال، عندما اعيد فتح مدينة البندقية لفترة وجيزة في الصيف الماضي، كانت السباحة في قنوات المياه الصافية الكريستالية والأجواء الأكثر هدوءاً، واحدة من المميزات الملحوظة.
تعزيز السفر الداخلي
إجراءات البقاء في المنزل وعمليات الإغلاق والحجر الصحي عند الوصول في جميع أنحاء العالم، دفع المسافرين إلى البحث عن وجهات قريبة من المنزل لقضاء عطلتهم، بدلاً من السفر للخارج.
ويوضح المعهد الوطني للإحصاء في إسبانيا، أن أعداد الزوار القادمين من الخارج، انخفضت بنسبة 87% على أساس سنوي في أكتوبر الماضي، بينما شهدت أوروبا في المجمل انخافضاً بنسبة 66% في أعداد الزوار الدوليين في النصف الأول من عام 2020.
ومع ازدهار التخييم في المملكة المتحدة، يبدو أن هذا العام شهد تقديراً متزايداً لأخذ استراحة بالقرب من المنزل.
ويشير هذا الازدهار البسيط في قطاع السفر الداخلي، إلى أن الفنادق وأماكن الإقامة لم تتضرر بشدة كما كان متوقعاً، فالمسافرون أدركوا أنهم لا يحتاجون بالضرورة إلى ركوب رحلة مدتها 12 ساعة في كل مرة يريدون فيها أخذ استراحة.
البيئة أيضاً استفادت
شهد النصف الأول من عام 2020، انخفاضاً بنسبة 8.8% في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019، وهي نسبة تفوق الانخفاض الذي حدث خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008 وأزمة النفط في السبعينيات.
ومع انخفاض أعداد المسافرين بنسبة 67% هذا العام، وفقاً لمنظمة الطيران المدني الدولي، وتوقف الكثير من الطائرات عن الطيران بسبب قيود السفر، كان هناك فوائد لتقليص حركة الطيران على الأقل من الماحية البيئية.
وفي هذا الصدد، يقول الاتحاد الدولي للنقل الجوي، إنه حان الوقت لبدء الاستثمار بكثافة في الوقود المستدام.
الطبيعة استراحت من البشر
شهد عام 2020 حصول الطبيعة على قسط من الراحة من محاصرة البشر لها، فعلى سبيل المثال، كان إغلاق منتزه يوسيميتي الوطني في كاليفورنيا، يعني أن الحيوانات أمضت الجزء الأول من العام في استكشاف المناطق التي يسيطر عليها البشر عادة، حيث تم رصد قطط بوبكات بانتظام وتضاعفت أعداد الدببة أربع مرات.
كما انخفض صيد حيوان وحيد القرن في جنوب إفريقيا بنسبة 53% خلال النصف الأول من العام أيضاً، مع قلة الرحلات الجوية الدولي، ما أدى إلى تباطؤ تهريب قرونها الثمينة.
ومع ذلك، فإن انخفاض أعداد السياح، قد يشير إلى توقف حملات التوعية بمخاطر الصيد الجائر الذي قد يعود بقوة مع تخفيف الإغلاق، وهذا يعني أن هناك حاجة للسياح للمساعدة في نشر الوعي.
عروض مميزة
انخفاض أعداد المسافرين في 2020، دفع الفنادق لبذي قصارى الجهد لتقديم عروض مذهلة على الرحلات والإقامات في عام 2021 وما بعده.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية، خفضت فنادق "Ace" من أسعارها بنسبة 50% في جميع مواقعها، من وسط مدينة لوس أنجلوس إلى بيتسبرغ حتى 31 أغسطس آب الماضي.
وأصبحت المرونة القصوى كذلك جزءاً أساسياً من أفضل عروض السفر، فعلى سبيل المثال، تتيح لك "Much Better Adventures"، التي تقدم رحلات مغامرات صغيرة عبر العالم، الإلغاء الكامل قبل 31 يومًا فقط من المغادرة.
كما أجبر العام الماضي العديد من المشغلين على إعادة التفكير في كيفية الاعتناء بالمسافرين، على أمل أنه عند استئناف السفر، سيظل عملاؤهم مستعدين للانطلاق في الطريق.
ظهور السفر البطيء
سمح عام 2020 للمسافرين والمشتغلين بالنظر في نهج السفر الأكثر تفضيلاً، أي القيام بعدد رحلات أقل بمدة أطول وقضاء بعض الوقت لاستكشاف الوجهة بدلاً من مجرد مشاهدة المعالم السياحية خلال عطلة نهاية الأسبوع.
ومع تقارير شركات الطيران ذات الميزانية المحدودة عن خسائر فادحة ومخاوف صحية دائمة حول السفر بشكل متكرر بدون لقاح "كوفيد-19" فمن غير المرجح أن يعود الأخير سريعاً.
وبدلاً من ذلك، سينصب التركيز على تقديم المزيد من فترات الراحة المستدامة التي تساعد المجتمعات المحلية.
فرصة للبحث عن الوجهات المثالية
توفر المزيد من الوقت في المنزل، أتاح للعديد من المسافرين فرصة لتنشيط فكرة السفر من خلال القراءة والبحث عن الوجهات التي يتوجب عليهم التوجه إليها بمجرد السماح بالسفر وفتح الحدود من جديد.
ويعد كتاب "Outpost"، للكاتب دان ريتشاردز، بمثابة المرجع المثالي لأولئك الذين يحرصون على الحفاظ على عزلة 2020 في بعض الأماكن النائية على كوكب الأرض، من سفالبارد في القطب الشمالي إلى جبل "Desolation Peak" في الولايات المتحدة.
الرحلات البحرية في صورة جديدة
بات من الواضح أن الرحلات البحرية ستتأثر بشكل أكبر من أي صناعة أخرى في قطاع السفر، بعدما تسلل فيروس كورونا إلى أكثر من 300 سفينة خلال 2020.
ولهذا الأمر وجه إيجابي، حيث تعهدت الرابطة الدولية لخطوط الرحلات البحرية بإجراء اختبار ما قبل الصعود على متن الطائرة لجميع الركاب وأفراد الطاقم، بالإضافة إلى خفض السعة لبعض الوقت.
وفي الوقت ذاته، ستكون خدمة موائد الطعام (البوفيه المفتوح للجميع) شيئاً من الماضي، مما يوفر أجواء أكثر أماناً لجميع الركاب على متن السفينة.