10 لحظات حالمة بين الحقيقة والخيال في منتجع ون أند أونلي لو سان جيران
تجربة فريدة تطلعنا عليها عُلا خصيروف
هناك فنادق تقصدها لليلةٍ واحدةٍ فقط أثناء رحلة عمل أو بانتظار طائرتك التالية ولا تذكر منها شيئاً إلا رائحة الرطوبة والإطلالة الكئيبة على موقف السيارات! وهناك فنادق تمضي فيها عدة ليالٍ دون أن تفلح في ترك أي ذكرى خاصة في قلبك بسبب رتابتها وأسلوبها التقليدي المنسوخ عن مئات الفنادق الأخرى، وهناك الفئة الثالثة من الفنادق، تلك التي تصدمك، تحرك مشاعرك، توقظ حواسك وتنقلك إلى عالمٍ آخر بكل معنى الكلمة! منتجع ون أند أونلي لو سان جيران في جزيرة موريشوس هو واحدٌ من تلك الفنادق إن لم يكن في مقدمتها!
في الشمال الشرقي لجزيرة موريشوس في المحيط الهندي وتحديداً على ساحل بيل مير الشهير يمتد منتجع ون أند أونلي لو سان جيران بشكل قريةٍ غارقةٍ باللون الأخضر، تتوزع داخلها غرفٌ فسيحة وأجنحةٌ فاخرة وفيلات رحبة من غرفتين أو ثلاث ولا ننسى "فيلا ون" الحصرية التي تتمتع بمسبحها وشاطئها الخاصين لتجربةٍ غايةٍ في الخصوصية.
عندما تلقيت الدعوة لزيارة هذا المكان الجميل لم أتردد للحظة في القبول، خاصةً وأن كل تجاربي السابقة مع سلسلة ون أند أونلي كانت أكثر من رائعة، فهناك شعورٌ بالحميمية والراحة يتولد داخلك لدى قضاء بعض الوقت في رحاب تلك الفنادق يجعلك ترغب بالعودة مرةً تلو الأخرى، وكأنك تعود إلى ركنك المفضل في منزلك، أو بيتك الصيفي المحبوب، وربما في المرة القادمة سترجع مع نصفك الآخر، أو أبنائك أو حتى أحفادك، تماماً كبعض العائلات التي لا تزال تعود كل عامٍ إلى هذه الجوهرة الساحلية منذ افتتاحها قبل 40 عاماً كما شرح لي أبيشيك موظف العلاقات العامة في ون أند أونلي لو سان جيران، والذي استقبلني لدى وصولي إلى الفندق بكأسٍ من الشاي المثلج على الطريقة التقليدية (وهو ألذّ شاي مثلج شربته على الإطلاق)، وجولةٍ في أرجاء المنتجع ألقيت خلالها نظرةً سريعة على مطاعمه الخمسة والسبا الفسيح والأجنحة المطلة مباشرةً على الشاطئ والصالات الرياضية الثلاث (نعم ثلاث!).
قضيت في ون أند أونلي لو سان جيران 3 أيامٍ لا تشبه بعضها البعض على الإطلاق بفضل التجارب العديدة والمختلفة التي اختبرتها في ذلك المكان والتي أغنت رحلتي بلحظاتٍ لا تنسى سأشارككم أبرزها هنا.
إليكم 10 لحظات ستختبرونها فقط في ون أند أونلي لو سان جيران وستتمنون معها لو كان بإمكانكم إيقاف الزمن على جزيرة موريشوس الساحرة:
- اللحظة التي تخرجون بها من قسم استلام الأمتعة لتجدوا اسمكم على بطاقةٍ يحملها سائق سيارة الرانج روفر الفاخرة والتي أرسلها ون أند أونلي لاصطحابك إلى المنتجع. فلنكن واقعيين. جميعنا يحب تلك اللحظة ونتمنى لو كان هناك من ينتظرنا لأن هذا يعني عدم اضطرارنا إلى استئجار سيارة أو البحث عن محطة المترو أو المفاوضة مع سائق التاكسي!
- اللحظة التي تخرجون بها من بوابة المطار وتستنشقون هواء الجزيرة العليل وتكتشفون درجةً جديدةً من أزرق السماء وكذلك درجةً رائعة من أخضر الطبيعة! فعلى طول الطريق المؤدي إلى المنتجع سترافقكم حقول قصب السكر المترامية على الطرفين والتي كانت لعقودٍ طويلة الدعامة الرئيسية لاقتصاد موريشوس. ستسترجعون خلال هذه الرحلة التي تدوم 45 دقيقة لحظات الحياة البسيطة والطبيعية: فلاح يعتني بنباتاته، أطفالٌ بالزي المدرسي يمشون إلى المنزل، بقالة صغيرة على ناصية الطريق، أم وابنة تنتظران الحافلة وتأخذان صورة سيلفي! وإذا كنتم تريدون إرسال صورةٍ لأصدقائكم أو رسالةً لطمأنة العائلة فيمكنكم فعل ذلك من السيارة المزودة بخدمة الواي فاي.
- اللحظة التي تطالعكم بها بوابة ون أند أونلي لتعرفوا بأنكم في مكانٍ مميز وخاص فعلاً! فالمنتجع يبدو كقريةٍ منفصلة غاية في الهدوء. لا أصوات تُسمع إلا زقزقة العصافير وحفيف الأشجار وكلمات الترحيب من فريق العمل الحاضر لاستقبالك بحفاوة أهل موريشوس الشهيرة والتي كانت سبباً في تحول هذه الجزيرة الصغيرة إلى وجهةٍ سياحيةٍ عالمية. الجميع مبتسم، وهي ليست ابتسامة متكلّفة أو مصطنعة، بل تشعر بأنها حقيقية ونابعة من القلب.
- اللحظة التي تفتح بها باب غرفتك لتستقبلك ألوان الباستيل المريحة والديكورات الأنيقة. لقد أدهشني حقاً الاهتمام الكبير بأصغر التفاصيل، من أرضية الحمّام الرخامية إلى معطّر الجو الفواح بعبير المشمش والورود. تصميم الغرف مستوحى من حقيبة إرميس، فكل ما فيها مترفٌ وفاخر ولكن متين، عملي ويستحق التقدير!
- اللحظة التي تفتح فيها النافذة الزجاجية العملاقة الممتدة من الأرض إلى السقف لتكتشف إطلالتك الساحرة التي عادةً ما تراها في الأفلام الدعائية أو صور الإعلانات، ولكنها هنا حقيقية! شاطئ برمالٍ بيضاء تغسله الأمواج الهادئة. صفحةٌ زرقاء تمتد بين البحر والسماء تمرّ في منتصفها سلسلةٌ من الجبال الخضراء المهيبة. هذه الإطلالة التجسيد الحقيقي لعبارة "لا يملّ منها"!
- اللحظة التي تستيقظ بحماسٍ (وربما للمرة الأولى في حياتك) لممارسة الرياضة في النادي الرياضي! فبدلاً من الصالة الصغيرة الكئيبة التي عادةً ما نراها في الفنادق التقليدية، تستقبلك 3 صالاتٍ مختلفة في ون أند أونلي سانت جيران: صالة الآلات الرياضية، صالة اليوغا، وصالة الـ"تي ريكس" والملاكمة التي تتضمن أيضاً دراجات هوائية ثابتة لحرق السعرات الحرارية بعد عشاء الليلة الماضية. وإن كنت تفضل التمرّن في الهواء الطلق فلكَ ذلك في ملعب التنس أو الغولف أو ما رأيك بتجربة مهارتك في التزلج على الماء أو التجديف؟
- تلك اللحظة التي تعيد فيها النظر في كل تجارب الفطور السابقة التي اختبرتها في رحلاتك وتتعرف إلى أروعها على الإطلاق! في بوفيه الإفطار نجح ون أند أونلي لو سان جيران في تحقيق معادلةٍ صعبة: خياراتٍ كثيرة دون تكلّف أو مبالغة، طعم رائع ومكونات موسمية طازجة، إطلالة رائعة، وحفاوة في الترحيب والخدمة تُشعرك بمنتهى الراحة والاطمئنان.
- عندما تودّع تعب السفر الطويل مع واحدٍ من أروع علاجات التدليك داخل السبا المجدّد حديثاً والذي تحوّل إلى واحةٍ من السكينة تظللها أشجار النخيل. ستعشر أنك تستمتع بالعلاج في الهواء الطلق بفضل النوافذ الكبيرة المشرفة على حديقةٍ استوائية وارفة. إضافةً إلى موسيقى الاسترخاء التي سبق واخترتها من قائمة الأغاني (نعم حتى هذا التفصيل الصغير لم يغفل عليهم) قد تتمكن من سماع صوت المطر المتساقط خارجاً لزيادة الشعور بالاسترخاء والتواصل مع الطبيعة. وبما أنك في السبا، لم لا تجرب علاج الأظافر الاحترافي هناك ثم تسترخي في بركة السباحة الخاصة مع كأسٍ من الشاء الأخضر؟
- اللحظة التي تسافر بها إلى اليابان وأنت لا تزال على أرض موريشوس وذلك لدى تناول العشاء في مطعم تاباساكي الفريد من نوعه! مدخل المطعم لوحده جديرٌ بعدّة صور إنستاغرام، فبعد السير داخل سردابٍ طويلٍ من ألواح الخشب ينتهي بصورةٍ عملاقة لغيشا يابانية ستجد نفسك طافياً على سطح الماء وستغرق في ألوان الغروب الساحرة وأنت تتأمل انعكاسها على كل ما حولك. خيارات الطعام ستأخذك في رحلة مذاقٍ مذهلة أبطالها مأكولات البحر الطازجة التي تم اصطيادها في نفس اليوم لتكون جاهزةً على طبقك ومطهوةً حسب ذوقك تماماً. وإذا كان الطعام الياباني لا يستهويك فربما ستحبن تجربة الستيك الفاخر لدى مطعم برايم حيث ستتذوق أيضاً أغرب وألذّ حلوى بالكافيار (ولكن هل هو كافيار حقيقي؟)... جربها واكتشف!
- اللحظة التي تستلقي بها على الأرجوحة المعلقة بين نخلتين تظللانك من أشعة الشمس لتقرأ "وأخيراً" كتابك المفضل الذي كنت تؤجل قراءته منذ سنة! لا أصوات تفسد عليك حالة الصفاء الخالصة التي تعيشها... أنت في شرنقتك الخاصة تغفو على مداعبة النسمات وتستيقظ على أنغام الموج الهادئ. تسترق نظرةً إلى الأفق لترى صفحة الماء متلألئة بالنور وكأنها منثورة بآلافٍ من حبّات الماس، وفي طرف هذه الصورة الآسرة صيّادٌ يمدّ سنارته منتظراً بصبرٍ ما سيهديه إياه البحر، نورسٌ يغطّ في الماء بحثاً عن طعامه، غيمةٌ تحمل بضع قطرات مطر قد تبلل كتابك، ولكنك لا تتحرك من مكانك، فأنت تريد للزمن أن يتوقف، تريد أن تبقى متأرجحاً على شبكتك بين الحقيقة والخيال، بين الحلم واليقظة، بين الأرض والسماء... فهذه هي الحالة التي تأسرك في ون أند أونلي لو سان جيران... كل ما فيه من جدرانه البيضاء إلى أجنحته الرحبة إلى رماله الناعمة إلى مياهه الدافئة إلى ناسه المضيافين يدعوك للانغماس في هذه الحالة والسماح لها بأسر حواسك تارةً وإيقاظها تارةً أخرى. في ون أند أونلي لو سان جيران ستحلم، ستعيش، ستستمتع، ستشعر، ستستيقظ، ستولد من جديد وستغادر بذكرياتٍ ستبقى معك إلى الأبد!
تم نشر هذا المقال مسبقاً على ليالينا. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا