مدينة النحاس
This browser does not support the video element.
لم نعرف مدينة في العالم شيدها أهلها من النحاس أو الفضة أو الذهب إلا تلك القصور في مدينة النحاس ويقال بأن كل مباني هذه المدينة مبنية من النحاس بنتها الجن في عهد النبي سليمان-عليه السلام-، فما قصة مدينة النحاس؟ وما رأي ابن خلدون وياقوت الحموي في مدينة النحاس؟ سنجيب عن هذه التساؤلات في هذه المقالة لمعرفة عن ماهية مدينة النحاس
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
شاهد أيضاً: دول حوض البحر الأبيض المتوسط
ما هي مدينة النحاس؟
يقال بأن مدينة النحاس هي نفسها مدينة فيافي الأندلس بالمغرب حالياً مدينة تطوان ويقال لها أيضا مدينة الصفر بسبب لون النحاس. تتميز هذه المدينة بطابعها الأندلسي وتجمع بين مزيج من الثقافات العربية والأندلسية والفرنسية. [1]
موقع مدينة النحاس:
تقع مدينة النحاس غرب المغرب على ساحل البحر الأبيض المتوسط بالقرب من مدينة طنجة بين مرتفعات جبل درسة وسلسلة جبال الريف القاتمة اللون، وتبعد على بعد أمتار قليلة من مضيق جبل طارق.
قصة مدينة النحاس كاملة:
يقال بأن مدينة النحاس تلك التي تقع في المغرب حيث أشار الغرناطي إلى أن مدينة النحاس بنتها الجن لسليمان بن داوود عليهما السلام في فيافي الأندلس بالمغرب الأقصى قريباً من بحر الظلمات. وقد أمر عبد الملك بن مروان حاكم المغرب موسى بن نصير بأن يبحث عن هذه المدينة، فخرج موسى بن نصير وخرج معه الأدلاء يدلونه على تلك المدينة، فسار على في الصحراء مدة أربعين يوماً حتى أشرف على أرض واسعة كثيرة المياه والعيون والأشجار والوحوش والأطيار والحشائش والأزهار، وبدا لهم سور مدينة النحاس فهالهم منظرها.
أمر موسى بن نصير الجيش بأن يبحثوا عن باب في السور وما إذا كان هناك أي شخص يعيش هناك إلا أنهم لم يجدوا باباً ولا البشر لذا فقد حفروا عند سور المدينة حتى وصلوا إلى الماء حتى وجدوا بأن سور النحاس مثبتة بشكل متين تحت الأرض فعلموا أنه لا سبيل إلى دخولها من سورها. أمر موسى بن نصير بأن يبنوا أبراج شاهقة عند كل زاوية من زوايا السور حتى يتمكنوا من دخول المدينة.
ثم ندب موسى بن نصير منادياً ينادي في الناس أن من صعد إلى أعلى سور المدينة نعطيه ديته، فجاء رجل من الشجعان يريد أن يصعد إلى الأعلى ثم صعد حتى علا فوق السلم على سور المدينة، فلما علا وأشرف على المدينة ضحك وصفق بيديه، وألقى نفسه إلى داخل المدينة. فسمعوا ضجة عظيمة وأصواتاً هائلة ففزعوا واشتد خوفهم وتمادت تلك الأصوات ثلاثة أيام ولياليها ثم سكنت تلك الأصوات، فصاحوا باسم ذلك الرجل من كل جانب من العسكر فلم يجبهم أحد، فلما يأسوا منه ندب أيضاً الأمير موسى بن نصير منادياً فنادى في الناس وقال: أمر الأمير أن من ذهب وصعد إلى أعلى السور أعطيته ألف دينار، فبرز رجل آخر من الشجعان وقال: أنا أصعد إلى أعلى السور، فأمر الأمير أن يُعطى ألف دينار فقبضها، ووصاه الأمير وقال له: لا تفعل كما فعل فلان وأخبرنا بما تراه ولا تنزل إليهم وتترك أصحابك، فعاهدهم على ذلك، فلما صعد وأشرف على المدينة ضحك وصفق بيديه وألقى نفسه وكل من في المعسكر يصيحون له ويقولون: لا تفعل، فلم يلتفت إليهم وذهب فسمعوا أيضا أصواتاً عظيمة ثلاثة أيام ولياليها ثم سكنت، فقال موسى بن نصير: أنذهب من هاهنا ولم نعلم بشيء من علم هذه المدينة وبماذا أكتب وأجاوب أمير المؤمنين؟ وقال: من صعد أعطيته ديتين فانتدب رجل من الشجعان وقال: أنا أصعد فشدوا في وسطي حبلاً قويا وأمسكوا طرفه معكم حتى إذا أردت أن ألقي نفسي إلى المدينة فامنعوني قال: ففعلوا ذلك وصعد الرجل فلما أشرف على المدينة ضحك وألقى نفسه فجروه بذلك الحبل والرجل يجر من داخل المدينة حتى انقطع جسد الرجل نصفين، ووقع نصفه من محزمه مع فخذيه وساقيه، وذهب نصفه الآخر إلى داخل المدينة، وكثر الصياح والضجيج في المدينة. فحينئذ يأس الأمير موسى من أن يعلم شيئاً من خبر المدينة.وقال: “ربما يكون في المدينة جن يأخذوا كل من طلع على المدينة”. وأمر عسكره بالرحيل، وسار خلف المدينة راجعاً>
فرأى ألوحاً من الرخام الأبيض كل لوح مقدار عشرين ذراعاً، فيها أسماء الملوك والأنبياء والتابعين والفراعنة والأكاسرة والجبابرة ووصايا ومواعظ، وذكرت كذلك سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأمته. وكان معه من العلماء من يقرأ كل لغة فنسخوا ما على تلك الألواح ثم رأوا على بعد صورة من نحاس، فذهبوا إليها فوجدوا الصورة على صورة رجل في يده لوح من نحاس، وفي اللوح مكتوب: “ليس ورائي مذهب فارجعوا ولا تدخلوا هذه الأرض فتهلكوا” فقال الأمير موسى بن نصير: “هذه أرض بيضاء كثيرة الأشجار والنبات والماء، فكيف يهلك الناس فيها؟”، وأمر جماعة من عبيده فدخلوا تلك الأرض فوثب عليهم من تلك الأرض من بين الأشجار نمل عظام كالسباع الضارية فقطعوا أولئك الرجال وخيولهم، وأقبلوا نحو العسكر مثل السحاب كثرة، حتى وصلوا إلى تلك الصورة، فوقفوا عندها ولم يتعدوها. فعجبوا من ذلك وانصرفوا حتى وصلوا الى الناحية الشرق. قال فلما وصلوا الى الشجر رؤا عند بحيرة كبيرة كثيرة الطير، فأمر موسى ن ينزلوا حولها فنزلوا وأمر الغواصين فغاصوا في البحيرة فاخرجوا جباباً من النحاس عليها أغطية من الرصاص مختومة. قال ففتح جب فخرج منه فارس من نار على فرس من نار في يده رمح من النار فطار في الهواء وهو ينادي يا نبي الله أن لا أعود، وفتح جب آخر فخرج منه فارس آخر، فقال موسى ومن معه من العلماء ليس من الصواب ان نفتح هذه الجباب لان فيها جن قد سجنهم سليمان عليه السلام لتمردهم، فاعدوا بقية الجباب الى البحيرة ثم أذن المؤذن لصلاة الظهر. [2]
انتقد المؤرخ ابن خلدون هذه القصة واستبعد أن تكون واقعية حيث قال في كتابه "تاريخ ابن خلدون" حيث وضح بأن هذه القصة مستحيلة منافية للأمور الطبيعة في بناء المدن واختطاطها، وأن المعادن غايتها في الأرض هو صنع الأواني والخزف، وقد أيده ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان حيث كتب في كتابه " ويقال لها مدينة الصُّفر، ولها قصة بعيدة عن الصحة لمفارقتها العادة، وأنا بريء من عهدتها إنما أكتب ما وجدته في الكتب المشهورة التي دوّنها العقلاء"
تُعرف جميع المدن والبلدات النائية غير مأهولة بالسكان بمدينة النحاس أهمها مدينة النحاس في المغرب التي تدور حولها القصص الخرافية، وقد تعرفنا إلى مدى صحة قصص مدينة النحاس وفقاً للمؤرخ ابن خلدون وياقوت الحموي.