المناطق السياحية في مدينة اربد الأردنية
الكثير منا يحب القيام برحلات سياحية إلى المناطق المختلفة حول العالم، سواء كانت هذه الرحلات بقصد زيارة المعالم الحديثة، أو التعرف على الحضارات والشعوب الأخرى.
أو بقصد زيارة المعالم الأثرية والتاريخية القديمة والتعرف عليها، فحداثة الشعوب الحالية تعود إلى عراقات الشعوب الأكثر قدماً منا، لابد لنا في كل مرة نزور فيها بلداً جديداً أن نتعرف على أهم معالمه الأثرية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ومن أهم المدن التي كان لها أثر تاريخي كبير في المنطقة هي مدينة إربد، التي لاتزال معالمها الأثرية تستقطب آلاف السياح في كل عام.
لماذا سميت بمدينة إربد؟
هناك بعض الروايات التي نسبت اسم المدينة الحالي إلى الحضارة الآشورية (حضارة قديمة عاشت في بلاد ما بين النهرين، أي العراق وسوريا وتركيا)، تقول الرواية بأن سكان مدينة أرابيلا الآشورية هم الذين بنوا مدينة إربد.
وفي رواية أخرى ينسب اسم المدينة إلى الحضارة الرومانية التي حوَّلت الاسم أرابيلا إلى أربيلا، ويقال أن اسم إربد هو تحريف لاسم المدينة الرومانية القديمة بيت أربل.
وفي رواية أخرى، يعد اسم إربد مشتق من كلمة (الربدة) والتي تصف لون التربة الحمراء والسوداء في هذه المدينة، وقد سميت المدينة باسم الأقحوانة خلال فترة الحروب الصليبية في عام 1099م.
تاريخ مدينة اربد القديم
يعود تاريخ مدينة إربد العريق إلى العصر البرونزي (أي حوالي 3000 عام قبل الميلاد)، حيث اتخذ الإنسان القديم الكهوف والمغاور الموجودة فيها مسكناً ومكاناً للإقامة.
ويعد تل إربد من أكبر التلال التي استطاع الإنسان القديم صنعها، حيث تبلغ مساحة هذا التل 200 دونم، ويعود تاريخه إلى 500 سنة قبل الميلاد.
وقد شهدت المدينة الكثير من الكوارث التي أدت إلى تدميرها عدة مرات مثل الحرائق والزلازل قبل أن تصبح على شكلها الحالي، كما تعاقبت عدة حضارات على هذه المدينة.
تركت كل منها آثاراً فكريةً وعمرانيةً عظيمةً لانزال نستطيع رؤيتها حتى يومنا هذا.
الحضارات المتعاقبة على مدينة اربد
حضارات كثيرة من عام 745 قبل الميلاد حتى عام 13 للهجرة تعاقبت على هذه المدينة، حيث قام الآشوريون القادمين من بلاد ما بين النهرين باحتلال مدينة إربد القديمة عام 745 قبل الميلاد.
وقاموا بأعمال كثيرة مثل تجديد بناء المدينة قبل أن يقوم الفراعنة عام 590 قبل الميلاد باحتلالها.
تلا ذلك طرد البابليين (حضارة تلت الآشوريين في حكم بلاد ما بين النهرين) للفراعنة عام 586 قبل الميلاد من المدينة.
ثم جاء الفرس عام 539 قبل الميلاد ليحتلوا المدينة قبل أن يقوم الإغريق (أمة قديمة سكنت في اليونان وقبرص) بالسيطرة على المدينة وفرض سلطتهم عليها في عام 333 قبل الميلاد.
وبعد ذلك بزمن طويل، جاء الجيش الروماني في سنة 64 قبل الميلاد ليخضع المدينة تحت رايته، وبقيت إربد تحت رحمة الإمبراطورية الرومانية إلى أن جاء الفتح الإسلامي في عام 13 للهجرة؛ لتصبح بذلك مدينة إربد مدينة إسلامية.
أنسب الأوقات للقيام بسياحة إلى مدينة إربد
لايختلف مناخ هذه المدينة عن مناخ المناطق الموجود في محيط البحر الأبيض المتوسط، حيث تعد الأردن من الدول التابعة بمناخها إلى حوض المتوسط.
لذلك يكون مناخها معتدلاً في الصيف، وبارداً وماطراً في الشتاء، وقد تنخفض درجات الحرارة في الشتاء إلى درجة الصفر بالإضافة لتساقط الثلوج.
ولكن إن أردت زيارة المدينة، فعليك زيارتها في فصل الربيع، حيث يعد فصل الربيع في هذه المدينة خلاباً وجميلاً جداً؛ بسبب انتشار الكثير من أنواع الزهور المختلفة.
بالإضافة إلى النباتات الخضراء المتنوعة في كل مناطق المدينة؛ ما يعطيها منظراً بديعاً طوال هذا الفصل.
أثناء زيارة مدينة إربد
بعد التعرف على تاريخ هذه المدينة العريق والحضارات التي تعاقبت عليها، لابد أن الجميع يتمنى زيارة هذه المدينة بكل معالمها القديمة والحديثة؛ ليتعرف على أهم ما تركته لنا الحضارات السابقة.
بالإضافة إلى التمتع بكل ما تتميز به هذه المدينة من مأكولات شعبية أو فنادق مريحة، لكن ما الأمور التي يمكن القيام بها في إربد؟ وما هي المعالم التي يمكن زيارتها في هذه المدينة؟... هذا ما سنتعرف عليه في ما يلي.
المناطق الأثرية المهمة في مدينة اربد
1. بلدة أم قيس
تقع بلدة أم قيس في شمال المملكة الأردنية الهاشمية، وتبعد28 كيلومتراً شمال مدينة إربد، بدأ البحث فيها في عام 1930م، سميت قديماً "جدارا" أي التحصينات أو المدينة المحصنة، وهي واحدة من المدن الرومانية القديمة المهمة.
حيث كانت ممراً للخطوط التجارية التي تربط بين سوريا وفلسطين، وتعد بلدة أم قيس المقصد الرئيسي للسياح في مدينة إربد.
فبالإضافة إلى قيمتها الأثرية، فإن لها موقع جغرافي مميز يطل على نهر اليرموك وهضبة الجولان وبحيرة طبريا، ومن أهم آثارها:
- المسرح الغربي.
- الكنيسة البيزنطي.
- والحمامات الرومانية القديمة.
على مدخل البلدة الأثرية، يمكنك بوضوح قراءة قول الشاعر "أرابيوس" (شاعر روماني قديم عاش في مدينة جدارا) على ضريحه الموجود هناك.
ويتضمن القول: "أيّهـَا المـَارُّ مِن هـُنا، كمَا أنتَ الآنَ، كنتُ أنا، وكمـَا أنا الآنَ، ستكونُ أنتَ، فتمتـّع بالحياةِ لأنكَ فان ٍ".
2. المسرح الغربي في اربد
وقد يسمى أيضاً بالمسرح الجنوبي، يعد هذا المسرح واحداً من أهم بقايا الحضارة الرومانية في مدينة أم قيس في إربد، تم بناؤه في القرن الثاني الميلادي، يتسع هذا المدرج لثلاثة آلاف شخص.
وعثر داخل هذا المسرح على تمثال من الرخام الأبيض للإلهة تايكي (آلهة السعادة والحظ عند الرومانيين واليونانيين)، ويجتذب هذا المدرج آلاف السياح في كل سنة لجماله وشكله الذي يعكس رونق العمران الروماني القديم.
3. الكنيسة البيزنطية في اربد
سميت هذه الكنيسة بأسماء كثيرة ومتعددة كالكنيسة المركزية أو الكنيسة المثمنة، بالإضافة إلى الاسم المتعارف عليه، وهو الكنيسة البيزنطية، مدخل هذه الكنيسة في الجهة الغربية.
وتوجد فيها أعمدة مقطوعة من البازلت تعود إلى معبد روماني قديم، أرضيتها مزينة بالأشكال الهندسية، وفي نهايتها الشرقية يمكنك رؤية المذبح، بالإضافة لوجود كنيستان صغيرتان على يمين هذه الكنيسة.
4. الحمامات الرومانية في اربد
تتواجد الحمامات الرومانية في مدينة أم قيس بالقرب من الشوارع المبلطة، حيث كانت هذه الحمامات تستخدم من قبل الرومانيين بشكل دائم.
وتحوي هذه الحمامات على الكثير من الغرف ذات الاستعمالات المتعددة، فهناك غرف للمياه الباردة، وغرف للمياه الساخنة.
بالإضافة لوجود غرف لتبديل الملابس، كما تقسم هذه الحمامات إلى حمامات للطبقة العامة، وحمامات للطبقة المخملية.
5. منطقة طبقة فحل
تقع هذه البلدة التاريخية في منطقة لواء الأغوار الشمالية في مدينة إربد في الأردن، وتبعد عنها حوالي 30 دقيقة بالسيارة، عرفت منذ القدم باسم "بيلا".
تحتوي هذه المنطقة على الكثير من الأبنية التاريخية المهمة، كما عثر فيها على عدد كبير من الكنائس البيزنطية الصغيرة بالإضافة للكثير من القطع الفخارية المختلفة الأشكال والأحجام.
والعديد من القطع النقدية أيضاً، كما تشتهر ببعض الآثار القديمة التي تعود إلى العصر الحجري.
أهم المتاحف في مدينة إربد
كلما ازداد تاريخ المدينة غنىً، ازداد عدد المتاحف التي تخلد هذا التاريخ، ومدينة إربد من المدن المهمة جداً تاريخياً لذلك يوجد بها العديد من المتاحف المختلفة الأهمية.
وسنتكلم فيما يلي عن أهم المتاحف التي لابد لك من زياراتها أثناء وجودك في مدينة إربد وهي:
1. متحف دار السرايا في إربد
يتوضع هذا المتحف في فيلا قديمة مزينة بالأحجار البازلتية خلف مبنى المحافظة، بناها العثمانيون في عام 1886م، أنشئت من أجل الحجاج، حيث تتوضع على طريق الحج السوري القديم.
وتحوي العديد من الغرف، وبعد ذلك، تم استعمال هذا البناء كسجن حتى عام 1994م، أما الآن، يحتوي هذا البناء على العديد من التحف والقطع الأثرية التي تعكس تاريخ المدينة العريق والحضارات التي مرت عليها.
2. متحف بيت عرار
يوجد هذا المتحف على السفح الجنوبي لتل إربد، وهو بالأصل بيت لشاعر الأردن الأصيل مصطفى وهبي الملقب بـ"عرار"، بني هذا البيت في عام 1888م، مكون من غرفتين وتم توسيعه في عام 1905م ليصبح على وضعه الحالي.
ويعتبر هذا البيت ملتقى للأدباء والشعراء المحليين والعرب والطلاب الراغبين بالتعرف على حياة شاعر الأردن الأول، وغالباً ما تقام فيه الأمسيات الشعرية والندوات الثقافية.
3. متحف التاريخ الطبيعي الأردني
يعد هذا المتحف من أهم المتاحف التي تعرفنا على تاريخ الطبيعة في الأردن، حيث يمكننا التعرف على الكثير من أنواع الحيوانات والطيور الموجودة في الأردن.
بالإضافة إلى هياكل الكائنات الحية العظمية التي تواجدت في المنطقة على مر العصور، بالإضافة إلى ذلك، يمكنك التعرف على أنواع التربة والصخور التي تتكون منها المملكة الأردنية الهاشمية.
وهو من المتاحف المهمة جداً وخاصة للطلاب الجامعيين الذين يقصدونه بشكل مستمر.
أهم وأشهر المطاعم في مدينة اربد
بعد يوم شاق من التجوال وزيارة المناطق الأثرية، لابد من الاستمتاع بوجبة شهية من الطعام الأردني التقليدي في شارع الجامعة.
حيث يمكنك تناول أشهى أنواع اللحوم المشوية، أو يمكنك المرور في شارعي أرابيلا والسعدي اللذان يقدمان أيضاً هذه اللحوم الشهية بالإضافة إلى الأرز والحمص والتبولة.
وتعد هذه المناطق رخيصة نسبياً وخاصة للزوار الأجانب، أما إذا كنت ترغب في تناول طعام السكان المحليين اليومي فهناك الكثير من المحلات الصغيرة التي تصنع سندويشات الفلافل والشاورما.
وإن لم يعجبك كل هذا، يمكنك تناول وجبتك المفضلة من "ماكدونالدز" قرب دوار شارع الجامعة وجامعة بيروت.
أشهر المطاعم في مدينة إربد
1. مطعم اللقمة الهنية
يتوضع هذا المطعم في شارع راتب البطانية في إربد بالقرب من "ماكدونالدز"، يقدم مطعم "اللقمة الهنية" جميع الأطباق التقليدية الأردنية.
بالإضافة لكافة أنواع المقبلات والحلويات؛ مما جعله مقصداً للسياح الراغبين بتذوق أصناف الطعام الشعبي في الأردن، وقد تنتظر دورك في هذا المطعم لوقت طويل نظراً إلى شهرته الكبيرة وطعامه الشهي.
2. مطعم وكافتيريا يوتوبيا
يمكنك الاستمتاع بوجبة شهية، أو بالاسترخاء وتناول فنجان من القهوة في كافتيريا "يوتوبيا" التي يقصدها الجميع في الأردن، كالأسر التي تقضي عطلتها الأسبوعية أو مجموعة من الأصدقاء الذين يتناولون مشروباتهم المفضلة.
بالإضافة إلى السياح الأجانب الذين يتوافدون بغزارة عليها، وتقع هذه الكافتيريا في شارع الملك عبدالله الثاني في إربد.
كيف نقضي الأيام الحارة في إربد؟
مسبح مدينة الحسن الرياضية
تشتهر مدينة إربد بالمدينة الرياضية فيها، حيث يمكن القول بأن "مدينة الحسن الرياضية" في إربد هي مكان الاستجمام الأول للناس بما تحويه من ملاعب كرة قدم وغيرها من وسائل الترفيه.
لكن أكثر ما يميز المدينة الرياضية في إربد هو المسبح الأولمبي فيها الذي يقصده الجميع هرباً من حر الصيف.
كما يقدم هذا المسبح دورات تدريبية في السباحة لكافة الأعمار، ويتسع لألفي متفرج، وهو مزود بلوحة إلكترونية وبكافة التجهيزات الفنية اللازمة ليحقق المواصفات العالمية للمسابح الأولمبية.
مركز التسوق في مدينة إربد
يمكنك زيارة مركز التسوق الكبير في إربد، حيث يتوزع هذا المركز على سبعة طوابق بمساحة إجمالية تبلغ 8400 متر مربع مع الكثير من المصاعد التي تخدم المتسوقين.
كما يمكنك الحصول على الكثير من الترفيه في هذا المركز، بالإضافة إلى التبضع وشراء كل ما تحتاجه من مواد تموينية، أو ألبسة أو غيرها من المنتجات والأدوات.
الخيارات المتنوعة لقضاء ليلة في إربد
بعد قضاء يوم شاق من التجوال في المدينة وتناول أطعمتها اللذيذة، لابد من اختيار مكان مناسب لقضاء الليلة، وهناك الكثير من الفنادق التي يمكنك البقاء فيها.
وتختلف تصنيفات هذه الفنادق وأجورها، لكن مع الخيارات الكثيرة، بالتأكيد ستجد كل ما هو مناسب لك لقضاء الأمسيات الجميلة في هذه المدينة.
1. فندق الجود في اربد
يصنف هذا الفندق على أنه فندق بثلاثة نجوم، ولكنه على الرغم من ذلك، يعد الفندق الأكثر شهرة على الإطلاق في إربد.
ومعظم السياح الأجانب يفضلون المبيت في هذا الفندق، حيث تعتبر أسعاره مقبولة نسبياً، بالإضافة لتوافر عناصر أمنية لحماية النزلاء.
2. فندق سيفن دايز في اربد
يبعد هذا الفندق مسافة قصيرة عن جامعة اليرموك؛ لذلك يكثر عدد الطلاب والأساتذة الذين يقصدوه، كما يوفر خدمة الإنترنت المجانية في كل أقسامه.
بالإضافة لوجود مسبح داخلي ومركز رياضي فيه، يعتبر هذا الفندق فخماً نوعاً ما، إذ يصنف بأربعة نجوم.
3. فندق سارة كراون في اربد
يقع هذا الفندق في وسط إربد، ويعد أرخص من الفنادق الأخرى نسبياً، يصنف هذا الفندق بثلاثة نجوم، لكنه يقدم عروض إقامة مذهلة.
كما يوفر خدمة الإنترنت المجاني في جميع أقسام الفندق، فضلاً عن المواقف المجانية لركن السيارات.
4. فندق غصن الزيتون
يعتبر من الفنادق الشعبية نوعاً ما على الرغم من إطلالته الجميلة على محمية "دبين" الطبيعية، كما يوفر غرف فسيحة وحمام سباحة في الهواء الطلق مع تراس كبير.
ولكنه أقل شهرة من بقية الفنادق، كما أنه بعيد إلى حد ما عن المدينة، ويصنف كفندق ذو نجمتين فقط.
في النهاية... مدينة إربد من المدن الأكثر جمالاً على الإطلاق في الوطن العربي، كما تملك كافة المميزات التي تجعلها مقصداً للسياح من جميع أنحاء العالم.
حيث تتنوع آثارها القديمة، وتكثر مناطق الترفيه الحديثة فيها، فلا تحرم نفسك فرصة زيارة هذه المدينة الجميلة متى استطعت ذلك.