المعالم السياحية في جزر المالديف (Maldives Islands)
تعتبر جزر المالديف واحدة من الأماكن التي تضعها منظمات السياحة العالمية في بداية القائمة بوصفها الأماكن الأجمل حول العالم، فهي دولة إسلامية.
كان العرب قديماً يطلقون عليها ذيبة المَهَل أو محلديب، ومن ثم تم تحريف الاسم وأصبح ينطق مالديف، وسنتعرف في هذا المقال على هذه الجزر وطبيعتها وأفضل معالمها السياحية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الأماكن السياحية في عاصمة جزر المالديف
ماليه هي عاصمة المالديف ومقر السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية للحكومة، والعاصمة المالية والتجارية للبلاد، كما أنها واحدة من أكثر المدن كثافة سكانية في العالم.
معظم السياح يصلون إلى العاصمة، حيث يتم نقلهم إلى الفندق إما عن طريق طائرة مائية أو عن طريق قوارب عبارة، وتستخدم هاتان الوسيلتان على نطاق واسع للتنقل بين الجزر وتعملان على مدار الساعة.
كما أن هناك الكثير من الرحلات الجوية التي تصل إلى الجزيرة من مطارات دولية في الهند وسيريلانكا ودبي وشرق آسيا وأوروبا. من أكثر الأماكن السياحية شهرة في العاصمة:
1- ساحة الجمهورية (Republic Square)
تقع على مقربة من الساحل الشمالي لماليه، وعند دخولك إليها سيكون في استقبالك العلم العملاق الموجود في الوسط.
والذي يُظهر الألوان الوطنية في المالديف، كما أن هناك حديقة صغيرة يزورها السكان المحليين والسياح، وستجد بجانب الساحة مقر جبهة الدفاع الوطني المالديفي وجهاز شرطة المالديف بالإضافة إلى المركز الإسلامي.
2- المركز الإسلامي (Islamic Centre)
افتتح المركز عام 1984، مركز جذاب للسياح، يجمع في تصميمه الهندسي بين الثقافات المالديفية والإسلامية التقليدية، القباب ذهبية اللون مزخرفة بعناية، والمسجد مزين بالداخل بالمنحوتات الخشبية والخط العربي.
يضم هذا المبنى أكبر مسجد في جزر المالديف سُمي على اسم البطل القومي للبلاد "السلطان محمد ثاكوروفانو العزام"، كما يضم قاعات اجتماعات كبيرة ومكاتب إسلامية.
3- مسجد الجمعة (Friday Mosque)
يدل هذا المسجد في تصميمه على براعة المالديف في العمارة، تم بناؤه عام 1658 باستخدام الحجارة المرجانية المنحوتة، ويضم بعض الأشكال التقليدية الفنية.
تقع بجوار المسجد مأذنة حجر المرجان التي كانت سابقاً أطول مأذنة في الجزر، كما تحيط بالمسجد مقبرة تعود للقرن السابع عشر والتي لا تزال شواهدها موجودة.
كما تم تضمين مسجد الجمعة في القائمة المؤقتة لمواقع التراث العالمي لليونسكو.
4- مزار (Medhu Ziyaaray)
تم العثور على هذا المزار، بالقرب من مسجد الجمعة، هذا المزار هو المثوى الأخير للعالم الإسلامي المغربي الذي كان له الفضل في إدخال الإسلام إلى الجزيرة ويدعى أبو البركات يوسف البربري.
5- حديقة السلطان (Sultan Park)
تقع هذه الحديقة أمام النصب التذكاري الجمهوري الذي يدل على الاستقلال، تعتبر أفضل مكان للعامة في العاصمة، حيث تضم الأشجار الكبيرة والزهور الملونة، وكانت سابقاً تضم قصوراً ملكية.
6- المتحف الوطني (National Museum)
افتتح المتحف الوطني لأول مرة في عام 1952، ثم خضع لعملية تجديد كبيرة وافتتح مجدداً (المتحف الوطني الجديد) عام 2010، يحتوي على مجموعة غنية من العناصر حيث تُعرض فيه التحف والآثار التي تعود إلى فترة ما قبل الإسلام.
يمكن استكشاف الألبسة والفساتين الملكية والعناصر المرتبطة بملوك المالديف من خلال معروضاته، كما يتم أيضاً عرض مجموعة غنية من الأعمال الحرفية والفنية، مع فرصة اكتشاف صخور القمر في المتحف.
7- نصب تسونامي (Tsunami Monument)
يقع هذا النصب في الركن الجنوبي الغربي من ماليه، تعرض للتشققات بعد الدمار الذي لحق جزر المالديف أثناء زلزال تسونامي عام 2004 (حيث فُقدت آنذاك الكثير من الأرواح).
وهيكل الفولاذ المقاوم للصدأ الذي يحيط بالنصب يحوي دوائراً مستديرة تمثل عدد الأشخاص الذين قتلوا في الكارثة.
أفضل المنتجعات السياحية للإقامة في المالديف
1- منتجع انانتارا ديغو (Anantara Dhigu Maldives Resort)
اختير كأفضل منتجع في جزر المالديف حسب موقع (TripAdvisor) بناءً على 1604 مراجع للموقع، فهو منتجع يرحب بالزوار لاكتشاف جنة الجزيرة الاستوائية.
يوفر للزائرين إطلالة على زرقة المحيط الهادي والمياه الفيروزية اللطيفة، يضم بعض الفيلات الفاخرة والأكثر راحة في الجزر، يمكنك في البحيرات التي تحيط بالمنتجع أن تحصل على الاسترخاء والهدوء مع المياه البلورية.
يتلاءم المنتجع مع الأشخاص الذين يفضلون الهدوء، حيث تشعر بأنك في منزل بعيد، مع الكثير من الترفيه والميزات والخدمات، يضم المنتجع 110 فيلا فوق المياه.
ويقدم خدمة اليخوت للتنقل في المياه، يضم مطبخاً إيطالياً يقدم مأكولات بحرية وشرائح لحم مشوية إضافة إلى الوجبات الخفيفة والكوكتيلات.
وتتوافر أيضاً إمكانية ممارسة الرياضات المائية كالغوص والغطس وركوب الأمواج والقفز والتزلج الهوائي، هناك أيضاً مركز للياقة البدنية، ملعب تنس، تنس الريشة، كرة قدم وملعب للشطرنج.
قاعات لليوغا والتأمل، صالات مخصصة لحفلات الزفاف، نوادي للأطفال والعائلات، بالإضافة إلى وجود طبيب مقيم في حالات الطوارئ.
2- منتجع انانتارا فيلي (Anantara Veli Maldives Resort)
اختير هذا المنتجع من بين الأماكن المفضلة في الجزيرة حسب موقع (TripAdvisor) بناءً على 1303 مراجع للموقع، في هذا المنتجع يعيش السائح أجواءً استوائية مخصصة للبالغين.
مع متعة الاسترخاء في حضن الرمال البيضاء والمياه الزرقاء، لذلك يعد مكاناً مناسباً للاسترخاء على أشعة الشمس، أو القيام بجلسات مساج لتهدئة الجسم والعقل.
يبعد المنتجع مدة 35 د من مطار ماليه الدولي، فهو وجهة مناسبة للأصدقاء والعائلات لقضاء أوقات من المتعة في جو من الهدوء، فضلاً عن العديد من الرياضات المائية كركوب الأمواج والصيد في أعماق البحار.
كما يعد مهرباً للأزواج ومقصداً لقضاء شهر العسل في رومانسية تامة.
في المنتجع 25 غرفة تعلو المياه 11 منها سوبر ديلوكس، 7 برك سباحة، جناح لممارسة اليوغا، بوفيه الإفطار والعشاء من المطبخ التايلندي واليوناني.
مركز للياقة البدنية، صالات للعب التنس وكرة الطائرة والريشة والشطرنج، مع إمكانية أخذ دروس في التأمل واليوغا وأخيراً طبيب مقيم في الحالات الطارئة.
3- فيلات انانتارا كيهافا (Kihava Maldives Villas Anantara)
اختير هذا المنتجع من بين الأماكن المفضلة في الجزيرة حسب موقع (TripAdvisor) بناءً على 898 مراجع للموقع، فالمكان عبارة عن فيلات خاصة هادئة تمنح متعة تناول الطعام تحت الماء في آفاق لا حدود لها.
تقع في مكان متميز في أرخبيل جزيرة با اتول وعلى عتبة خليج هانيفارو في محمية اليونيسكو، فهو مكان مثالي لاستكشاف العالم المائي في المحيط الهندي.
يمكن الوصول إلى هذا المكان بعد رحلة جوية من مطار ماليه الدولية بمدة لا تتجاوز الثلاثين دقيقة.
هناك 79 فيلا خاصة واسعة، تتراوح مساحتها بين 260-2730 متراً مربعاً، تحيط بها المياه الصافية التي تكثر فيها الشعب المرجانية المحمية، إضافة إلى أنها موطناً للسلاحف والثعابين وغيرها من المخلوقات البحرية.
في هذا المكان يمكن للضيوف أن يختاروا الأطباق ووجبات الطعام التي يريدوها من 6 مطابخ عالمية، ويعيشوا تجربة ممتعة في تناول الطعام في أعماق المحيط.
مع الحوض الزجاجي الذي يغطي المطعم والذي يسمح برؤية المخلوقات البحرية عن قرب.
كل فيلا في المكان مجهزة ببركة سباحة، هناك أيضاً مركزاً للياقة البدنية، ملعب تنس، الكرة الطائرة، كرة الريشة، الشطرنج والبلياردو، إضافة إلى الدراجات، مع وجود مركز للغوص وطبيب مقيم.
الطبيعة الجغرافية للمالديف
جزر المالديف دولة ذات سيادة وجنة استوائية، تقع على سلسلة جبلية تحت الماء، لذلك هي أرخبيل من الجزر المرجانية المتمركزة في المحيط الهندي.
يبلغ عددها 1192 جزيرة مقسمة إلى 25 أرخبيل، 185 منها مأهولة بالسكان و80 منها منتجعات سياحية.
كما تعتبر الجزر الجنوبية والجنوبية الغربية منها جزءاً من جنوب آسيا، ولهذه الجزر جغرافيتها وتضاريسها الخاصة، كما وتقع في منطقة استراتيجية تتيح إمكانية الوصول إلى الطرق البحرية الدولية الرئيسية في المحيط الهندي.
تبعد الجزر مسافة 671 كم جنوب غرب سيريلانكا، وتبلغ مساحتها 90 ألف كم، هذه الجزر مغطاة بالرمال البحرية، وعلى الرغم من الطبيعة الرملية للجزر؛ تكثر فيها الشعب المرجانية.
فهناك حديقة من المرجان على الشواطئ مع حوض طبيعي للغواصين والسباحين.
المياه ضحلة عند الشواطئ؛ مما يشكل بركة سباحة طبيعية كبيرة تحمي السباحين من أمواج المحيط وتيارات المد والجزر القوية، جزء من الجزر يُستخدم للسياحة والزراعة.
حيث تكثر فيها الأراضي الخصبة بالنباتات الاستوائية وأشجار جوز الهند الوفيرة، وترتفع عن سطح البحر بمتوسط 1.5 متر فقط.
وهي بذلك أخفض منطقة على وجه الأرض قياساً بارتفاعها عن سطح البحر، كما أن هناك العديد من الشواطئ التي تحيط بالجزر.
وجهة أساسية للسياحة وبيئة مهيأة للسباحة والغوص
السياحة أكبر صناعة اقتصادية في جزر المالديف، حيث تعتمد الحكومة على عائدات السياحة لإغناء الاقتصاد، كما أن الشيء الأكثر روعة في جزر المالديف هو الغوص.
فالمياه واضحة وضوح الشمس والبحيرات ضحلة، لذلك هي مثالية للغطس وتقدم مشهداً من الحياة البرية تحت الماء، حيث تعيش الجزر في تنوع مدهش من الحياة البرية.
يوجد فيها أسماك الشعب المرجانية، الانقليس، الحيتان، و 2000 نوع من الأسماك، كما أن العديد من البحيرات المحمية تشكل وجهة مثالية للاستمتاع بعطلة عائلية أو رومانسية.
المناخ الاستوائي السائد على الجزر يتأثر بالرياح الموسمية، الطقس بشكل عام مشمس مع هبات رياح خفيفة تأتي من المياه.
تبلغ درجة الحرارة 30 درجة مئوية طوال العام، وحرارة سطح البحر تتراوح بين 22-28 درجة مئوية، وتهطل فيها الأمطار سنوياً في فصل الربيع.
الشعب المالديفي ذو أصول عربية وهندية وإفريقية
الشعب المالديفي يُعرف في أنحاء العالم بكرم الضيافة والود تجاه الضيوف والسياح، وحسب احصائيات عام 2016 فإنه يبلغ عددهم 392,960 نسمة بالإضافة إلى ما يقارب 60000 نسمة من الأجانب الذين يقيمون في الجزيرة.
يتحدث السكان المحليون اللغة الديفيهية المشتقة من اللغة السنهالية.
إضافة إلى استخدام اللغة الإنكليزية في التحدث مع السياح، واستخدام الحروف العربية في الكتابة، يتشارك الشعب بالثقافة والتراث والتاريخ والنسب والوطن واللغة والدين.
الأمر الذي جعل هذه العوامل المشتركة سبباً في الوحدة والانسجام بين السكان في الجزيرة.
أول من سكن الجزيرة في القرن الخامس قبل الميلاد بحارة بوذيين من الهند وسريلانكا زاروا المالديف باعتبارها طريقاً للتجارة في المحيط الهندي.
لذلك يرجع جذور الأجداد إلى السنهالية والسريلانكية، بالإضافة إلى النسب القادم من الهند وشمال إفريقيا والدول العربية، مما أظهر في المالديف عرقاً مختلطاً أغنى الثقافة وتاريخ البلاد.
كما تأثرت العادات والسلوكيات الاجتماعية في المالديف إلى حد كبير بهذه العروق، لذلك ملامح الثقافة المحلية في الجزيرة عبارة عن مزيج من ثقافة جنوب الهند والسنهالية مع العربية التي تنعكس في الموسيقى والمطبخ والفن.
فهي ثقافة غنية ونابضة بالحياة، وعلى الرغم من ضخ مختلف العناصر الثقافية الأخرى فيها إلا أن لها ثقافتها وهويتها الخاصة، كما وتستخدم الروفية المالديفية كعملة نقدية.
يتبع سكان المالديف في الوقت الحاضر المذهب السني من الإسلام، حيث احتضنت المالديف الإسلام عام 1153 م، ومنذ ذلك الحين لعب الدين دوراً رئيسياً في تشكيل المجتمع المالديفي.
وقد تأثرت بعض المعالم الشهيرة في البلاد إلى حد كبير بفن العمارة الإسلامية.
لكن قبل اعتناق الإسلام، كانت المالديف معروفة بممارسة البوذية والوثنية القديمة، ولا يزال يُحتفظ ببعض الآثار البوذية القديمة والتي يتم عرضها في المتحف الوطني في ماليه.
في عام 1887 جاءها سلطان من سيلان (سيريلانكا الآن) تحت الحماية البريطانية وأنشأ فيها مستعمرته، لكن عام 1965 تم توقيع اتفاقية الاستقلال مع بريطانيا، وبعدها أصبح النظام الجمهوري هو النظام السائد في الجزيرة عام 1968.
في النهاية.. تعتبر جزر المالديف واحدة من الدول السياحية التي تحتل المراكز الأولى بين الدول الأكثر زيارة حول العالم، ذلك تبعاً لما تمتلكه من مقومات سياحية وجغرافية تجعلها مقصداً مهماً للسياح.