من 2.5 مليون إلى 10 آلاف: كيف أثر فيروس كورونا على موسم الحج؟

يعتبر موسم الحج من أكبر التجمعات البشرية عالمياً، حيث يحضره سنوياً ما يزيد عن 2 مليون حاج، في المملكة العربية السعودية.

لكن فيروس كورونا المستجد الذي تفشي في أنحاء العالم كان له تأثير كبير على موسم الحج هذا العام الهجري 1441 و 2020 ميلادياً، حيث انخفضت أعداد الحجاج من 2.5 مليون خلال العام الماضي إلى 10 آلاف فقط، بعدما فرضت السلطات السعودية رقابة صارمة للحد من تفشي الفيروس.

بعدما كان يكتظ الحرم المكي بالحشود الكبيرة، بات المصلون الذين يرتدون الأقنعة، يطوفون حول الكعبة في دوائر متحدة المركز بوتيرة محسوبة وفق علامات محددة على الأرض تحافظ على التباعد الاجتماعي.

واقتصر الحج هذا العام على المتواجدين داخل المملكة العربية السعودية فقط سواء من المواطنين أو المقيمين، ومثل المواطنون 30% فقط من أعداد الحجيج بينما شغل المقيمين من 160 جنسية أجنبية 70% من الأعداد، ومُنع الحجاج الدوليين من الحج هذا العام.

قال الدكتور عبدالله عسيري، مساعد وزير الصحة الوقائية السعودي، في مقابلة مع شبكة CNN الأمريكية: نحاول تطبيق مفهوم فقاعات الأمان، حيث سيكون لكل حاج بيئة حولة خالية وآمنة قدر الإمكان من أي نوع من المخاطر، لذلك كل ما يحتاجه الحجاج هو حمايتهم الشخصية.

وقبل بدء مناسك الحج، أخضعت السلطات السعودية الحجاج المختارين وفقًا لضوابط محددة، لحجر صحي، حفاظاً على سلامتهم.

وأضاف العسيري: بعض طقوس الحج لا نستطيع فصل خلالها فصل الحجاج عن بعضهم البعض، لأنها تفرض تواجدهم في مكان واحد ووقت واحد، لذلك كان علينا إعداد هذه الأماكن بطريقة تحافظ على البعد الاجتماعي وتوفر الحماية لكل حاج.

كل ما في رحلة الحج معقم، فمع بداية مناسك الحج أمس الأربعاء، زودت السلطات السعودية ضيوف الرحمن بملابس إحرام معقمة وكيس من حصى الجمرات المعقم وكمامات وسجادة ومظلة، بينما ذكر حجاج أنه طلب منهم وضع سوار لتحديد تحركاتهم.

كما منعت السلطات لمس الكعبة، وأخضعتهم قبل وصولهم إلى مكة لاختبارات فحص فيروس كورونا، وبعد إتمام المناسك سيخصعون لحجر صحي ثانٍ.

وأودى فيروس كورونا المستجد بحياة أكثر من 654 ألف شخص في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين بظهور المرض في نهاية كانون الأول/ديسمبر 2019، بينهم أكثر من 2700 في السعودية حيث سجلت نحو 270 ألف إصابة.