قناع شيوتيكوتلي: الفن المفقود لحضارة الأزتيك

  • تاريخ النشر: منذ 4 أيام
قناع شيوتيكوتلي: الفن المفقود لحضارة الأزتيك

في عام 1521، عندما غزا هيرنان كورتيس والمستكشفون الإسبان مدينة تينوتشتيتلان، انتهت حضارة الأزتيك التي كانت تمثل قوة كبرى في المكسيك القديمة. وبالرغم من أن تأثير الأزتيك لا يزال حاضرًا من خلال الآثار الميسوامريكية في المكسيك، إلا أن الكثير من فنونهم وكنوزهم الثقافية قد فقدت، أو انتهى بها الحال في دول أخرى بعيدًا عن موطنها الأصلي.

قناع شيوتيكوتلي: رمز نادر للفن الأزتيكي

أحد أبرز الأمثلة على الفن الأزتيكي المفقود هو قناع شيوتيكوتلي، وهو معروض حاليًا في المتحف البريطاني بلندن. يُعتقد أن القناع يمثل الإله الأزتيكي للنار، شيوتيكوتلي، واسم الإله يعني "سيد الفيروز" بلغة الناهواتل، لغة الأزتيك التي لا تزال تُستخدم حتى اليوم، ويتحدثها حوالي 1.5 مليون شخص في المكسيك.

القناع عبارة عن فسيفساء مذهلة مكونة من الفيروز مثبتة على خشب الأرز الإسباني، مع تصميم يلائم وجه الإنسان. يحتوي القناع على فتحات تُشير إلى أنه كان يُستخدم في الطقوس، مثل الاحتفال المقدس الذي يُجرى كل 52 عامًا عندما يُطفأ اللهب المقدس في معبد النار في تينوتشتيتلان، ويُعاد إشعاله مع تقديم تضحية بشرية.

تفسير بديل: إله آخر وراء تصميم القناع؟

رغم ارتباط القناع بشيوتيكوتلي، هناك نظرية بديلة تشير إلى أنه ربما يمثل الإله ناناواتز، وهو إله صغير يحمل قروحًا وبثورًا، وفقًا للأساطير الأزتيكية. تقول هذه الأسطورة إن ناناواتز ألقى بنفسه في النار البدائية ليصبح الشمس، مما يعزز الارتباط بين القناع وعبادة النار في حضارة الأزتيك.

كيف وصل القناع إلى أوروبا؟

يُعتقد أن القناع كان من بين الكنوز التي قدمها هيرنان كورتيس إلى الملك الإسباني كارلوس الخامس. خلال فترة الاستعمار، كان الإسبان يجمعون الكنوز، وينقلونها إلى بلادهم، حيث كان خمس هذه الغنائم مخصصًا للملك وفقًا لنظام يُعرف بـ"الخمس الملكي".

لكن كيف انتقل القناع من خزانة الملك الإسباني إلى المتحف البريطاني؟ يظل هذا جزءًا من الغموض. الوثائق تشير إلى أن القناع كان جزءًا من مجموعة ألمانية بيعت في لندن خلال ثلاثينيات القرن التاسع عشر. لاحقًا، انتقل إلى المتحف البريطاني عام 1865 كجزء من تركة هنري كريستي، الذي كان قد اشتراه من تاجر ألماني يُدعى برام هيرتز.

المطالبة بإعادة القناع إلى المكسيك

في السنوات الأخيرة، زادت المطالبات الدولية بإعادة الآثار المنهوبة إلى بلدانها الأصلية. المكسيك، تحت قيادة الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور (2018-2024)، ركزت بشكل كبير على استعادة القطع الأثرية المفقودة، ونجحت في استرداد أكثر من 11,000 قطعة أثرية، بما في ذلك 100 قطعة من إيطاليا، حيث يبدو أن قناع شيوتيكوتلي قضى جزءًا من تاريخه.

رغم ذلك، لم تُقدّم المكسيك طلبًا رسميًا لاستعادة القناع من المتحف البريطاني. ومع ذلك، فإن الدعوات لإعادة هذه القطع الأثرية تزداد قوة، استنادًا إلى أهمية الحفاظ على التراث الثقافي في موطنه الأصلي.

أهمية القناع في فهم حضارة الأزتيك

يمثل قناع شيوتيكوتلي نافذة على تقاليد الأزتيك الدينية والفنية. سواء كان مرتبطًا بالإله شيوتيكوتلي أو ناناواتز، فإنه يسلط الضوء على الرموز العميقة التي حملتها هذه الحضارة، التي لا تزال آثارها تثير الإعجاب والاهتمام حول العالم.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم