بين الماضي والحاضر: جولة بشوارع الإسكندرية المغمورة

  • تاريخ النشر: منذ 8 ساعات
بين الماضي والحاضر: جولة بشوارع الإسكندرية المغمورة

الإسكندرية، لؤلؤة البحر الأبيض المتوسط، هي مدينة تروي فصولاً من الحضارة العريقة التي مرت بها. أسسها الإسكندر الأكبر عام 331 قبل الميلاد لتكون واحدة من أعظم مدن العالم القديم، وما زالت تحتفظ بسحرها الذي يدمج بين الماضي والحاضر. تمتد شوارعها على طول الساحل، حيث تتعانق الأمواج مع الحكايات القديمة، ويجد الزوار أنفسهم محاطين بمزيج فريد من العمارة الكلاسيكية والمباني الحديثة. تتميز المدينة بأجوائها المفعمة بالحياة، حيث المقاهي الشعبية والمطاعم التي تقدم المأكولات البحرية الطازجة، مما يجعلها وجهة لا تضاهى لعشاق التاريخ والثقافة والبحر.

معالم تاريخية تعيدك إلى أزمنة غابرة

شوارع الإسكندرية تشبه متحفاً مفتوحاً يعج بالمعالم التاريخية التي تقف شاهدة على تعاقب الحضارات. في قلب المدينة، يحتضن عمود السواري زواره، وهو أحد أبرز معالم العصور الرومانية. على مقربة منه، تكشف سراديب كاتاكومب كوم الشقافة عن طابع الإسكندرية المميز الذي يجمع بين العمارة الرومانية والمصرية القديمة. 

أما مكتبة الإسكندرية الحديثة، التي تُعيد إحياء إرث المكتبة القديمة التي كانت منارة للعلم والثقافة، فهي تعكس قدرة المدينة على الحفاظ على جذورها التاريخية مع التطلع إلى المستقبل. لا تكتمل الجولة دون زيارة قلعة قايتباي، التي تقف شامخة على أطراف المدينة، حيث يمكن للزوار التمتع بإطلالة بانورامية ساحرة على البحر الأبيض المتوسط، لتجربة تدمج بين عبق التاريخ وسحر الطبيعة.

الحياة اليومية: حيث الماضي يلتقي بالحاضر

على الرغم من غنى الإسكندرية بمعالمها التاريخية، إلا أن سحرها يمتد إلى حياتها اليومية التي تنبض بالحيوية. في شوارع مثل شارع فؤاد ومحطة الرمل، يمكن للزائرين استكشاف جوانب المدينة الحديثة، حيث الأسواق الشعبية والمتاجر الصغيرة التي تبيع كل شيء من التوابل الشرقية إلى الحرف اليدوية. أجواء هذه الشوارع تمنح الزائر شعوراً بامتداد التاريخ إلى كل زاوية فيها، حيث تتجاور المباني القديمة مع السيارات الحديثة والمقاهي المليئة بالأحاديث اليومية. على طول الكورنيش، توفر المقاهي والمطاعم تجربة لا مثيل لها لتذوق النكهات المحلية، مثل طبق الكشري أو السمك المشوي، بينما يتردد صوت الأمواج في الخلفية.

الإسكندرية هي أكثر من مجرد مدينة؛ إنها تجربة حية تعكس التقاء الأزمنة والثقافات. من شوارعها المغمورة بالتاريخ إلى أجوائها المعاصرة، تقدم هذه المدينة لكل زائر رحلة فريدة تجمع بين التعرف على ماضيها المجيد والاستمتاع بحاضرها النابض بالحياة. الإسكندرية ليست فقط وجهة سياحية، بل هي مكان يعيد تعريف جمال المدن الساحلية بمزيج استثنائي من الحضارة والحداثة.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم