اليونان تدرس فرض ضريبة على ركاب السفن السياحية

في ظل ازدياد أعداد السياح وتزايد الضغوط على بعض الوجهات السياحية الشهيرة في اليونان، بدأت الحكومة اليونانية في دراسة إجراءات جديدة للحد من تأثير السياحة المفرطة. من بين هذه الإجراءات المقترحة، تفكر الحكومة في فرض ضريبة جديدة على ركاب سفن الرحلات البحرية، وذلك بغرض محاولة للحفاظ على التوازن بين جذب السياح وحماية البيئة والمجتمعات المحلية.

فيما تؤثر كذلك حركة الرحلات البحرية على 3 موانئ في اليونان والتي تتمثل في بيرايوس (أثينا)، وكذلك ميكونوس، وسانتوريني، الجزيرة الخلابة التي نشأت من كالديرا بركانية غارقة حيث تشتهر الجزيرة بمساكنها المطلية باللون الأبيض على قمة الجرف، والمناظر الخلابة .

لكن أداء السياحة بالجزيرة كان شاشة منقسمة محبطة للسكان المحليين. وذلك في حين يزدحم ركاب السفن السياحية على الجزيرة خلال النهار، وهو ما يؤدي إلى ازدحام الشوارع وتكوين طوابير طويلة لعربة التلفريك الوحيدة من ميناء السفن الصغيرة لمدينة فيرا، فإن إشغال الفنادق كذلك في الجزيرة انخفض بنسبة 30٪.

وتشهد بعض الوجهات السياحية في اليونان، مثل جزيرة سانتوريني الشهيرة، توافدًا هائلًا من السياح كذلك، خاصة من ركاب سفن الرحلات البحرية. خلال موسم الذروة، يصل عدد الركاب الذين ينزلون من السفن في سانتوريني إلى 17 ألف شخص يوميًا، ما يشكل ضغطًا كبيرًا على البنية التحتية المحلية ويهدد البيئة الطبيعية للجزيرة.

استجابةً لهذه الزيادة الكبيرة في أعداد السياح، بدأت الحكومة اليونانية في دراسة فرض قيود جديدة على حركة سفن الرحلات البحرية. من بين الخيارات المطروحة، يتم مناقشة فرض حد أقصى لعدد الركاب المسموح لهم بالنزول في الجزيرة يوميًا، أو زيادة الضرائب المفروضة على الركاب الذين يأتون عبر هذه السفن.

هذا النقاش يأتي في خضم ما وصفه البعض بـ "أسوأ موسم على الإطلاق" في سانتوريني، إذ أدى التدفق الهائل للسياح لازدحام شوارع الجزيرة الصغيرة وإرهاق الخدمات المحلية. وعلى الرغم من أن السياحة تعد أحد أهم مصادر الدخل للاقتصاد اليوناني، إلا أن الحكومة تدرك الحاجة إلى إيجاد توازن بين فوائد السياحة والحفاظ على جودة الحياة للسكان المحليين وكذلك حماية البيئة.

تأتي هذه الإجراءات المحتملة في إطار جهود أوسع تقوم بها الحكومة اليونانية للتعامل مع تحديات السياحة المفرطة، والتي أصبحت قضية ملحة في العديد من الوجهات السياحية الشهيرة حول العالم. من المتوقع أن تكون لهذه السياسات الجديدة تأثيرات كبيرة على قطاع السياحة في اليونان، خاصة في الجزر الأكثر ازدحامًا مثل سانتوريني وميكونوس.