اليوم الدولي للمهاجرين

  • تاريخ النشر: منذ 17 ساعة آخر تحديث: منذ 4 ساعات
اليوم الدولي للمهاجرين

يحتفل العالم في 18 ديسمبر من كل عام بـ اليوم الدولي للمهاجرين، وهو مناسبة عالمية تسلط الضوء على مساهمات المهاجرين الكبيرة في المجتمعات المضيفة، إلى جانب التحديات التي يواجهونها في رحلاتهم بحثًا عن حياة أفضل. أقرَّت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم في عام 2000، بعد أن شهد العالم تزايدًا ملحوظًا في أعداد المهاجرين وما رافقه من قضايا إنسانية واجتماعية تتطلب الوعي والتعاون الدولي.

أهمية الهجرة ومساهماتها في التنمية

تلعب الهجرة دورًا محوريًا في تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي على المستويات المحلية والعالمية. فالمهاجرون يجلبون معهم مهارات ومعارف جديدة، ويساهمون في إثراء ثقافات البلدان التي يستقرون فيها. وفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة، يُقدّر عدد المهاجرين حول العالم بنحو 281 مليون شخص، يشكلون حوالي 3.6% من سكان العالم.

وتشير الدراسات إلى أن المهاجرين يلعبون دورًا حيويًا في الاقتصاد العالمي من خلال تعزيز القوى العاملة، وتحويلاتهم المالية إلى بلدانهم الأصلية، والتي تشكّل شريان حياة اقتصادي لملايين الأسر حول العالم. ففي عام 2022، بلغ حجم التحويلات المالية إلى الدول النامية نحو 647 مليار دولار، ما يعكس التأثير الإيجابي الكبير للمهاجرين على اقتصادات بلدانهم الأم.

التحديات التي يواجهها المهاجرون

ورغم مساهماتهم الكبيرة، يواجه المهاجرون تحديات جمّة، منها التمييز، وصعوبة الاندماج في المجتمعات الجديدة، والافتقار إلى الفرص الاقتصادية والاجتماعية المتكافئة. كما أن العديد من المهاجرين، خاصة من يضطرون للفرار بسبب الصراعات أو الكوارث، يواجهون مخاطر جسيمة أثناء رحلاتهم، بما في ذلك الاستغلال والاتجار بالبشر.

وتعمل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية على تحسين أوضاع المهاجرين وحماية حقوقهم الإنسانية من خلال الاتفاق العالمي للهجرة، الذي يهدف إلى تعزيز إدارة الهجرة بطرق آمنة ومنظمة وإنسانية.

اليوم الدولي للمهاجرين هو فرصة للتذكير بأهمية بناء مجتمعات شاملة تدعم التنوع وتحترم حقوق المهاجرين. إذ تُظهر التجارب العالمية أن دمج المهاجرين بشكل فعّال يحقق فوائد كبيرة، سواء من الناحية الاقتصادية أو الثقافية، حيث تتلاقى الأفكار والخبرات لتشكيل مجتمعات نابضة بالحياة والتقدم.

كما تنظم العديد من الدول والمنظمات فعاليات ثقافية وفنية في هذا اليوم، تهدف إلى تسليط الضوء على قصص نجاح المهاجرين والتحديات التي مروا بها، إلى جانب حملات توعية تدعو لتعزيز التضامن العالمي وتقبل الآخر.
اليوم الدولي للمهاجرين مناسبة للتأكيد على أن الهجرة ليست مجرد أرقام، بل هي قصص إنسانية وحياة تُبنى وتُعاد تشكيلها. ومن خلال العمل المشترك بين الحكومات والمنظمات والمجتمعات، يمكننا بناء عالم يقدّر التنوع ويحمي حقوق كل إنسان، بغض النظر عن مكان قدومه أو وجهته.
 

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم