الدولة الوحيدة في العالم التي ليس لها عاصمة: مهددة بالاختفاء
- تاريخ النشر: الثلاثاء، 19 مايو 2020 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 نوفمبر 2022
هل سمعت من قبل عن دولة بلا عاصمة؟ إذا كانت الإجابة لا، فلا بد أن تتعرف على جمهورية ناورو، أصغر دولة جزيرية في العالم، حيث تبلغ مساحتها 21 كم2، وثاني أصغر دولة بعد الفاتيكان من حيث عدد السكان الذين يبلغون 13 ألف نسمة، وهي أيضاً أصغر دولة مستقلة والجمهورية الوحيدة التي ليس لها عاصمة رسمية، لكن لديها مدينة مركزية تسمى يارين.
قديماً كانت ناورو تعرف باسم الجزيرة السعيدة أو الجزيرة المبهجة، وهي واقعة في مايكرونيزيا في المحيط الهادئ.
السكان الأصليون لجمهورية ناورو من مايكرونيزيا وبولينيسيا، وفي أواخر القرن الـ19 استولت ألمانيا على الجزيرة، وخلال الحرب العالمية الأولى أصبحت منطقة منتدبة تحكمها أستراليا ونيوزيلاندا والمملكة المتحدة، بينما احتلتها اليابان في الحرب العالمية الثانية، حتى حصلت على استقلالها في 31 يناير 1968.
وتعد ناورو جزيرة مرجانية، يصل ارتفاعها إلى 60 متراً تقريباً فوق مستوى سطح البحر، وفي الوسط من هذه الجزيرة يوجد هضبة تحتوي على كمية كبيرة من الرواسب الفوسفاتية التي كانت الأساس الذي كان يعتمد عليه اقتصاد الدولة، حتى شح ذلك المورد وأصبحت ناورو مفلسة لدرجة أنها لم تعد قادرة على توفير نفقات البنزين والوقود.
وتحولت الجزيرة إلى أرض جرداء غير صالحة، بسبب قيام السكان وبشكل كثيف بعمليات تنجيم عن الفوسفات في الحقول، وبالتالي ليس فيها أي نوع من الزراعات الدائمة باستثناء عدد قليل من أشجار النخيل، الأمر الذي أدى الى استيراد المواد الغذائية المحفوظة التي لها صلة بانتشار وباء السكري بين السكان؛ حيث تعتبر الإصابات بهذا المرض المزمن هناك من أعلى النسب في العالم.
كما وصلت البطالة إلى حد مرعب وهو ما يقارب 90% من عدد السكان، والنسبة المتبقية معظمها يعمل في مؤسسات الدولة. ونتيجة للبطالة أصبح السكان يعانون العديد من المشكلات الصحية كأمراض القلب والكلى، وتبلغ نسبة البدانة بينهم 94%.
وبالنسبة لنظام الحكم في ناورو، فيحكمها النظام الجمهوري، والجزيرة عضو في مجموعة الكومنولث وبها برلمان مكون من 18 عضواً يسن قوانين البلاد، وينتخب الشعب أعضاء البرلمان كل 3 سنوات، وينتخب البرلمان رئيساً للجمهورية كل ثلاث سنوات، والرئيس الحالي هو بارون واكا، ويختار الرئيس مجلس الوزراء ويتولى معه الأعمال الحكومية.
ديانة هذه الدولة هي المسيحية، كما توجد بها بعض الأديان الأخرى، كالديانة الهندوسية والبهائية.
ورغم كل المشكلات التي تعاني منها ناورو، إلا أنها تمتلك بعض المعالم السياحية التي تجذب السائحين من كل مكان في العالم، أبرزها: منطقة حرب المحيط الهادي التي تضم آثار الحرب العالمية الثانية، ويصل إليها السائحين عن طريق طائرات صغيرة من جمهورية ميكرونيزيا أو عن طريق البحر باليخوت.
ومن أبرز الظواهر البيئية الخطيرة، أن الجزيرة تعاني من قلة مصادرها المائية الجوفية، رغم أمطارها الغزيرة التي تعرضها على نحو متكرر للفيضانات، ومن المتوقع أن تختفي خلال 20 عاماً غرقاً تحت مياه الميحط التي سترتفع نتيجة التغير المناخي.